الثلاثاء 2 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

البطالة المزعومة

البطالة المزعومة
البطالة المزعومة


«نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا» هذه المقولة الصحيحة من أقوال الإمام الشافعى تنطبق تماماً على قضية البطالة فى مصر، خاصة بعد أن تضمن خطاب الرئيس السيسى فى الاحتفال الذى أقامه اتحاد نقابات عمال مصر بمناسبة عيد العمال لهذا العام (2015) عدة رسائل مهمة، من أهمها أن الشركات التى ستبدأ فى عدد من المشروعات القومية العملاقة أبلغته أنه لا توجد عمالة مدربة للعمل فى مشروعات البنية التحتية والطاقة وبناء المدن الجديدة فى العاصمة الجديدة.
.. وأنا أتساءل: كيف يكون فى مصر ( 35 ) مليون شاب فى سن العشرين إلى الثلاثين عاماً مع ارتفاع نسبة البطالة التى وصلت إلى أكثر من 13٪، ولا توجد عمالة تكفى للعمل فى مشروعات مصر القومية القادمة؟! والحقيقة التى ألمسها وأعرفها جيداً أن هناك عزوفًا من جانب الشباب العاطل عن العمل فى ظل هذه النسبة الكبيرة من البطالة والتى تزداد عاما بعد عام مع عودة عدد كبير من العمالة المصرية من البلدان العربية الشقيقة والتى تشهد توترات سياسية وأمنية، هذا العزوف فى معظمه ناتج عن طلب الشباب لوظيفة تفصيل مريحة ولا تحتاج إلى مجهود كبير وقريبة من مسكنه وعدد ساعات عمل لا تتجاوز الأربع أو خمس ساعات على الأكثر وأن تكون فى تخصصه بناء على الشهادة التى حصل عليها بمعنى أن خريج الجامعة يرفض هو وأسرته أن يعمل عاملاً فى مصنع مثلاً ولو لفترة قصيرة من باب اكتساب خبرة، بالإضافة إلى استمرار الدعم الأسرى للشباب والذى لا يوجد إلا فى مصر، حيث يتحمل الشاب مسئولية نفسه بعد سن الثامنة عشر عاماً فيضطره ذلك للعمل ، بينما ما يحدث فى مصر من تدليل لشبابنا يجعله يعزف عن العمل إلا بشروط معينة حتى ولو كان الذى يعوله أمه أو أخته أو زوجته، فعلى سبيل المثال.. وليس الحصر طلبت منى سيدة فاضلة تساعدنى فى أعمال المنزل أن أبحث لابنها الوحيد عن وظيفة سائق لدى أحد من أصدقائنا حتى تستطيع سداد أقساط تكاليف زواجه التى تعمل أمه فى البيوت لتوفيرها، وفعلا وفقت وعمل سائقا لزميلة لى بمرتب شهرى 1600 جنيه، ولكنه عمل عندها لمدة أربعة أيام فقط بحجة أنه سيعمل عشر ساعات معظم الشهر وأن المرتب ضعيف لأنه يصرف فى اليوم الواحد خمسين جنيهاً أكل وسجائر وترك الشغل، وفضّل أن تعمل أمه وتصرف عليه هو وزوجته رغم أنها كانت المرة الأولى التى يعمل فى وظيفة ثابتة ومحترمة، ولكى نقضى على هذه البطالة المزعومة لابد من مراعاة السياسة التعليمية التى ترتكز على التعليم النظرى الذى ليست له علاقة بسوق العمل، والتكدس فى المدارس والجامعات، والمناهج غير المواكبة .. حتى تضيق الفجوة بين الطلب والعرض وتختفى شكوى أصحاب الأعمال من قلة العمالة وشكوى العمالة العاطلة من قلة فرص العمل فى نفس الوقت.
وتحيا مصر.∎