الجمعة 8 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
المصريون «المحدثون»!

المصريون «المحدثون»!


هذا المقال بهذا العنوان لا أعنى فيه، ذلك الكتاب الوثيقة من المجلد الأول من الترجمة العربية الكاملة لكتاب «وصف مصر»، والذى قام على ترجمته وتقديمه للقارئ بالعربية الأستاذ «زهير الشايب»، وهو ناتج دراسة كاملة، لمجموعة من الملاحظات والأبحاث التى أجريت فى أثناء حملة الجيش الفرنسى على مصر

وقد ظهر المجلد الأول من هذه الدراسات عام ,1809 بأمر صاحب الجلالة الإمبراطور «نابليون الأكبر»، والمصريون المحدثون، يعود إلى نفس الكتاب الأصل مؤلفه هو «جلبير جوزيف جاسبار كونت دى شابرول»، ويشار إليه تلخيصًا «دى شابرول»، وقد جاء ضمن الحملة الفرنسية إلى مصر عام ,1798 وعمره لا يزيد على 25 عاماً، وكان يعمل مهندسًا للطرق والكبارى، وعين بعد عودته من مصر عام 1806 مأموراً لمدينة «مونتينوت» وأنشأ بها طريق الكورنيش وبعد مقابلة مع «نابليون» عند افتتاحه لهذا المشروع العظيم، عين مأمورًا «لنهر السين» فأدار «باريس»، وعين محافظا على عاصمة أكبر إمبراطورية، وقد نجح فى ذلك، وتدين له «باريس» بكثير من الأعمال الرائعة ذات النفع العام، ولعل هذه المقدمة عن «المصريون المحدثون» استدعتنى أن أعود إلى «دى- شابرول» محافظ «باريس» الذى حصد الإعجاب بقدرته على الرصد، والتأمل والفهم، والإحاطة فى مجال أبسط ما يقال فيه أنه ليس تخصصه، لقد استطاع «دى شابرول» كمهندس شاب جاء مع الحملة، أن يسجل فى موسوعة تاريخية، دراسة تعرضت لعادات وتقاليد سكان «مصر المحدثين» وكذلك عن الطقس، والفنون، والعلوم، والآداب، تحدث بتفصيل ممل عن النظم والمؤسسات شاملاً، رجال الشريعة والقضاء والأعيان، والأعياد الدينية، وعن الرق والعتق، تحدث عن الربا، وعن الزنى، وعن الاغتصاب، وعن السرقة والقتل والقصاص، شملت دراساته أسلوب التجارة والصناعة والزراعة لقد تأهل «دى- شابرول» من خلال دراسته الميدانية، وأبحاثه التى قدمها للبشرية عن عالم يكاد يتعرف على أعظم حضارات الإنسانية على الإطلاق، من هنا جاءت شهرة «دى شابرول» لكى يساهم فى بناء أكبر عواصم العالم قديمًا وحديثًا، وهى ما أطلقنا عليها عاصمة النور «باريس»!!
هكذا تكون المناصب حينما تختار الأمة أحد أبنائها لكى يدير محافظة أو مرفقاً أو وزارة أو مؤسسة، تختار الأمة أحسن أبنائها، لكى يقدم أحسن ما لديه، للوطن! المصريون المحدثون، وهذا يعيدنى مرة أخرى إلى الكتاب المجمع «لعمرو عبدالسميع» «وزراء على نار»، لكى نعرف ونعلم، لماذا نحن فى موقع لا نحسد عليه فى إدارة شئون حياتنا، وغيرنا، يتسابق مع الزمن، ويتنافس مع الزمن نفسه للتقدم، والقفز على المستحيل!
رغم أن المصريين المحدثين، المصريون اليوم، لديهم من الأدوات والأسباب والإمكانات، ما يسمح لهم بأن يكونوا ضمن أهم وأكبر عشرين دولة فى العالم، بنية أساسية «إلهية» غير متكررة، أنهار، وبحار، وبحيرات، وأراضى، وتاريخ وثقافة وحضارة، وطقس بديع، وشعب «سبحان الله» يتكاثر، وقوى بشرية جاهزة للتعليم، كما قال «دى- شابرول» منذ أكثر من مائتى عام مضوا إلا أننا المصريون، كما نحن وأفضل ولكن تنقصنا الإدارة التى تأتى مع «ما يحل» علينا من مصائب! ∎