الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رسائل قاطعة للعدوان على غزة .. مصر ترد على تصريحات نتنياهو بشأن حدودها مع غزة

على مدار أكثر من 200 يوم من الحرب على غزة، رسمت مصر خطوطًا واضحة وحاسمة فى موقفها بشأن القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلى الغاشم، لتوجه رسائل قاطعة بشأن رؤيتها فى الأزمة الجارية، وردها سواء على المزاعم الإسرائيلية أو بعض القنوات الإخبارية الأجنبية والتى تحدث من حين لآخر وتهدف إلى تشويه الموقف المصرى أو تزييف الحقائق، والتى تم إعلانها من خلال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.



 

ونفى ضياء رشوان نفيًا قاطعًا ما تم نشره بإحدى الصحف الأمريكية الكبرى، بادعاء أن هناك تداولًا مع إسرائيل لعملية اجتياح رفح، قائلًا إن الموقف المصرى ثابت ومعلن عدة مرات من القيادة السياسية، بالرفض التام لهذا الاجتياح الذى سيؤدى إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، تضاف إلى ما عانى منه الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة خلال 200 يوم من العدوان الإسرائيلى الدموى.

وأوضح أن تحذيرات مصر المتكررة قد وصلت - من جميع القنوات - للجانب الإسرائيلى، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية فى رفح، بسبب هذه الخسائر المتوقعة، فضلا عما سيتبعها من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة كلها.

ولفت إلى أن مصر لم تقف فقط عند التلويح بالتحذير والتنبيه بمدى الخسائر والأضرار التى تتحقق فوريًا بهذا الاجتياح لمنطقة بها قرابة نصف سكان غزة؛ بل حذرت على لسان رئيس الجمهورية من هذا الموضوع على الأقل 3 مرات فى مناسبات ولقاءات مع مسئولين كبار من كل العالم، أبرزها لقاء الرئيس السيسى مع 5 من قيادات من الاتحاد الأوروبى لما له من عواقب وخيمة وكارثية على المنطقة.

ومن ناحية أخرى فقد أعلن ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن مصر لديها السيادة الكاملة على أرضها وتحكم السيطرة بشكل تام على كامل حدودها الشمالية الشرقية سواء مع قطاع غزة أو مع إسرائيل، نافيًا ما وصه بـ«المزاعم الإسرائيلية» بشأن الحدود.

وقال رشوان: إن الفترة الأخيرة قد شهدت عدة تصريحات لمسئولين إسرائيليين، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحمل مزاعم وادعاءات باطلة حول وجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات والذخائر ومكوناتها إلى قطاع غزة من الأراضى المصرية بعدة طرق، ومنها أنفاق زعمت هذه التصريحات وجودها بين جانبى الحدود.

 وأضاف إن ما يوضح ويؤكد عدم صحة هذه المزاعم، هو «أن كل دول العالم تعرف جيدًا حجم الجهود التى قامت بها مصر فى آخر 10 سنوات، لتحقيق الأمن والاستقرار فى سيناء وتعزيز الأمن على الحدود بين رفح المصرية وقطاع غزة».

وأوضح أن «مصر نفسها قد عانت كثيرًا من هذه الأنفاق خلال المواجهة الشرسة مع المجموعات الإرهابية فى سيناء عقب الإطاحة بنظام الإخوان فى يونيو 2013 وحتى 2020، فهى كانت تمثل وسيلة لتهريب المقاتلين والأسلحة إلى سيناء لتنفيذ عمليات إرهابية راح ضحيتها أكثر من 3000 شهيد من الجيش والشرطة والمدنيين وأكثر من 13 ألف مصاب.. إن هذا الوضع دفع الإدارة المصرية لاتخاذ خطوات أوسع للقضاء على هذه الأنفاق بشكل نهائى، فتم عمل منطقة عازلة بطول 5 كيلو مترات من مدينة رفح المصرية وحتى الحدود مع غزة، وتم تدمير أكثر من 1500 نفق».

واستطرد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات «كما قامت مصر بتقوية الجدار الحدودى مع القطاع الممتد لـ 14 كيلو مترًا، عبر تعزيزه بجدار خرسانى طوله 6 أمتار فوق الأرض و6 أمتار تحت الأرض، فأصبح هناك ثلاثة حواجز بين سيناء ورفح الفلسطينية، يستحيل معها أى عملية تهريب لا فوق الأرض ولا تحت الأرض».

وشدد على أن «مصر لديها السيادة الكاملة على أرضها، وتحكم السيطرة بشكل تام على كامل حدودها الشمالية الشرقية، سواء مع قطاع غزة أو مع إسرائيل».

ووصف ضياء رشوان «الادعاء بأن عمليات التهريب تتم عبر الشاحنات التى تحمل المساعدات والبضائع لقطاع غزة من الجانب المصرى لمعبر رفح، بأنه هو لغو فارغ ومثير للسخرية .. إن أى شاحنة تدخل قطاع غزة من هذا المعبر، يجب أولا أن تمر على معبر كرم أبوسالم، التابع للسلطات الإسرائيلية، والتى تقوم بتفتيش جميع الشاحنات التى تدخل إلى القطاع».

واستطرد: «كذلك فإن من يتسلم هذه المساعدات هو الهلال الأحمر الفلسطينى والمنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة كالأونروا، وهو ما يضيف دليلًا آخر على عدم صحة المزاعم الإسرائيلية».

وأشار إلى أن «الجوهر الحقيقى لادعاءات إسرائيل، هو تبرير استمرارها فى عملية العقاب الجماعى والقتل والتجويع لأكثر من 2 مليون فلسطينى داخل القطاع، وهو ما مارسته طوال 17 عامًا».

محور فيلادلفيا

وقال ضياء رشوان: «إن إمعان إسرائيل فى تسويق هذه الادعاءات هو محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين، فى قطاع غزة على طول الحدود مع مصر، بالمخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الأمنية الموقعة بينها وبين مصر .. وهنا يجب التأكيد الصارم على أن أى تحرك إسرائيلى فى هذا الاتجاه، سيؤدى إلى تهديد خطير وجدى للعلاقات المصرية - الإسرائيلية، فمصر فضلا عن أنها دولة تحترم التزاماتها الدولية، فهى قادرة على الدفاع عن مصالحها والسيادة على أرضها وحدودها».

وأعاد التأكيد على أن هذا الخط المصرى الأحمر ينضم إلى سابقه والذى أعلنته مصر مرارًا، وهو الرفض القاطع لتهجير أشقائنا الفلسطينيين قسرًا أو طوعًا إلى سيناء، وهو ما لن تسمح لإسرائيل بتخطيه.

وبيَّن أن مصر كانت هى المبادرة وقامت بالاتفاق مع إسرائيل عامى 2005 و 2021، على زيادة حجم قوات وإمكانيات حرس الحدود فى هذه المنطقة الحدودية من أجل تأمين الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى، واحترامًا لمعاهدة السلام مع إسرائيل، وحتى لا تتخذ الأخيرة من جانبها أى خطوة انفرادية.

 ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى أن تجرى تحقيقات جادة بداخل جيشها وأجهزة دولتها وقطاعات مجتمعها، للبحث عن المتورطين الحقيقيين فى تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة من بينهم بهدف التربح.

وبين أن هذه الادعاءات هى استمرار لسياسة الهروب للأمام التى تتبعها الحكومة الإسرائيلية بسبب إخفاقاتها المتوالية فى تحقيق أهدافها المعلنة للحرب على غزة.

واختتم رشوان بالتأكيد على أن دعم وتضامن الشعب المصرى الكامل مع القضية الفلسطينية، أمر مؤكد وواقعى دون أدنى شك، ويتماشى مع الموقف الرسمى لمصر من دعم حقوق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الـ4 من يونيو 1967. لكن هذا التضامن والدعم الشعبى والرسمى للقضية الفلسطينية، لا يتعارض مع تأمين حدودنا ومنع التهريب منها وإليها، وأن دعم القضية الفلسطينية له الكثير من الطرق السياسية التى تأتى بثمارها وصولا لحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة، والتى تقوم بها مصر بشكل علنى منذ بدء الأزمة الأخيرة، وقبلها طوال الوقت دعما للشعب الفلسطينى الشقيق.

 وأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن هذه الادعاءات لا تخدم معاهدة السلام التى تحترمها مصر، وتطالب الجانب الإسرائيلى بأن يظهر احترامه لها ويتوقف عن إطلاق التصريحات التى من شأنها توتير العلاقات الثنائية فى ظل الأوضاع الحالية الملتهبة.

وشدد على أن مصر تطالب كل من يتحدث عن عدم قيامها بحماية حدودها أن يتوقف عن هذه الادعاءات، فى ظل حقيقة أن لها جيشًا قويًا قادرًا على حماية حدودها بكل الكفاءة والانضباط .. وأن مصر تواصل دورها الإيجابى الطبيعى من أجل حل مشكلات المنطقة كافة، ولن تنجح هذه الادعاءات فى إثناء مصر عن القيام بمسئولياتها الداخلية والإقليمية والدولية.