الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المجلس القومى للمرأة ينتهى من رصد وتحليل صورة المرأة فى الأعمال الدرامية والإعلامية خلال شهر رمضان .. 14 بطولة نسائية فى دراما رمضان

انتهت لجنة الإعلام بالمجلس القومى للمرأة من إعداد تقريرها السنوى الخاص برصد وتحليل صورة المرأة فى الأعمال الدرامية والإعلامية التى تم تقديمها خلال شهر رمضان 2024.



 

ويأتى هذا التقرير فى إطار اهتمام المجلس برئاسة الدكتورة مايا مرسى، برصد وتحليل صورة المرأة فى الإعلام المصرى بوجه عام، وتأثيرها على المجتمع وهو أحد أهم وأبرز الأدوار الرئيسية التى تحرص لجنة الإعلام برئاسة دكتورة سوزان القلينى على القيام بها ليس خلال شهر رمضان فقط بل على مدار العام.

وأعدت لجنة الإعلام بالمجلس برئاسة د.سوزان القلينى، التقرير، ويشمل تحليلًا معمقًا لـ 38 مسلسلًا مصريًا تم عرضها على القنوات الفضائية والمنصات الرقمية، بالإضافة إلى رصد وتحليل لمضمون الإعلانات التجارية وأيضًا حملات الخدمة العامة التى تتزايد بشكل لافت للنظر خلال شهر رمضان مع متابعة للبرامج والتغطيات الصحفية والإعلامية.

وكشف التقرير عن حضور قوى للمرأة فى دراما رمضان 2024، حيث تصدرت البطولة النسائية 14 مسلسلًا، من بينها «لانش بوكس»، «صدفة»، «بـ 100 راجل»، «رحيل» «ليه لأ»، «لحظة غضب» و«بدون سابق إنذار»، «كامل العدد 2»، «نورة»، «صيد العقارب»، «نعمة الافوكاتو»، «مليحة»، «سر إلهى»، «فراولة».

وأظهر تقرير لجنة الرصد أنه تم بالفعل الالتزام بوجود التصنيف العمرى للمشاهدة قبل بداية الأعمال الرمضانية وإن كان معظمها لا يتناسب مع الفئة العمرية المحدد لها من حيث مشاهد العنف أو الألفاظ المستخدمة فى الإطار الدرامى مثل مسلسل نعمة الافوكاتو وأعلى نسبة مشاهدة والعتاولة.

وأظهر التقرير أن العديد من المسلسلات ركزت على قضايا المرأة الاجتماعية، حيث تناولت %26 منها قضايا العنف ضد المرأة والمشاكل الأسرية، مثل «بابا جه»، «أعلى نسبة مشاهدة»، «العتاولة»، «حق عرب»، «صدفة»، «عتبات البهجة»، «كامل العدد»، «إمبراطورية ميم»، «فراولة».

وأضاف التقرير أن بعض المسلسلات قد سلطت الضوء على تأثير وسائل التواصل الاجتماعى على الأسرة المصرية، سواء بالإيجاب أو السلب، مثل «بدون سابق إنذار»، «نورة»، «أعلى نسبة مشاهدة»، «إمبراطورية ميم»، «صدفة»، «فراولة»، «الكبير أوى 8». ولم تغفل الدراما مشاكل المراهقات والشباب، حيث تناولتها وبشكل مكثف وملحوظ عدة مسلسلات مثل «إمبراطورية ميم»، «جروب الدفعة»، «بيت الرفاعى».

 تغيير الصورة النمطية للمرأة

وأكدت الدكتورة سوزان القلينى رئيسة لجنة الإعلام بالمجلس القومى للمرأة، على أهمية الرصد الإعلامى الذى يقوم به المجلس سنويًا، قائلة: هذا المرصد يساعدنا على تحديد أبرز النقاط التى يجب أن يتم تناولها فى الدراما، وتوجيه صناع المحتوى نحو تقديم صورة أكثر واقعية وإيجابية للمرأة المصرية، بما يسهم فى تغيير الصورة النمطية السلبية ويساعد على تمكين المرأة فى المجتمع وذلك من خلال تقديم توصيات لصناع الدراما، وتنظيم ورش عمل وندوات لتوعية الإعلاميين بأهمية دورهم فى تغيير الصورة النمطية للمرأة.

وأضافت القلينى أن لجنة الإعلام بالمجلس القومى للمرأة اعتمدت على منهجية بحثية دقيقة فى إعداد التقرير، حيث شارك 210 طلاب وطالبات وباحثين وأعضاء هيئة تدريس من مختلف الجامعات المصرية فى تحليل مضمون الأعمال الدرامية، بالإضافة إلى مراجعة ما تناولته الصحف ومواقع التواصل الاجتماعى حول المسلسلات، كما حرصت اللجنة على مراعاة مؤشرات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فيما يخص صورة المرأة وتوافق الأعمال مع الكود الإعلامى الصادر عن لجنة الإعلام بالمجلس القومى للمرأة والذى يتم العمل بموجبه للعام التاسع على التوالى.

وأكد التقرير إن مسلسلات هذا العام تضمنت الكثير من الرسائل والقضايا التى تهم المرأة المصرية مثل قضية تأجير الأرحام «صلة رحم» وحق المرأة فى الميراث والمثابرة فى أخذ الحق دون اللجوء للعنف زى مسلسل «بيت الرفاعى»، وحق المرأة فى اختيار نمط الحياة الذى تريده دون إجبار مثل «العتاولة» و«محارب» و«المعلم» و«بيت الرفاعى» و«صيد العقارب» و«قلع الحجر» و «صدفة» والعنف والابتزاز الإلكترونى الذى قد يؤدى إلى الانتحار ،كما فى مسلسلات «أعلى نسبة مشاهدة» و«صلة الرحم» و«كامل العدد+1» ،كما تضمنت المسلسلات كيفية التعامل مع الطلاق أو الانفصال المؤقت بين الزوجين بآثاره الاجتماعية والنفسية وتأثيراته على الأبناء مثل «بقينا اثنين وصلة الرحم وبدون سابق إنذار»، أما التهجير القسرى وآثاره على الأم والأسرة فظهر واضحا فى مسلسل «مليحة» كما تناولت الدراما قضايا التمكين والحضانة كما فى إمبراطورية ميم.

 الأدوار الإيجابية للمرأة

وأشار التقرير أنه جاءت بعض الأدوار الإيجابية للمرأة فى دراما هذا العام بصورة جزئية داخل العمل الدرامى بنسبة %49 مثل نموذج الأم التى تساند ابنها فى مرضه ضد السرطان على الرغم من اكتشافها أنه ليس ابنها ولكنها لا تتخلى عن دورها، وتثبت نفسها فى العمل أيضا «مسلسل بدون سابق إنذار»، والزوجة المتحملة للمسئولية كما فى مسلسل «سر إلهى» و«كامل العدد+1» و«بيت الرفاعى»، والجدة المساندة التى تهتم ببنتها وأحفادها، وتقوم بتربيتهم وتعليمهم من الصغر القيم الصالحة «زوجة واحدة لا تكفى»، «وحق عرب»، والابنة التى تحاول دوما الحفاظ على أسرتها ولا تتنازل عن حقها لتثبت لأبيها أنه لا يوجد فرق بين الولد والبنت مثل «صيد العقارب» و«رحيل»، وكذلك الأم الحنونة التى تساعد وتساند ابنها وتحب مساعدة جيرانها كما فى «رحيل» و«محارب» و«مليحة» و«ليه لأ» و«مسار إجبارى» و«إمبراطورية ميم».

كما كانت هناك بعض نماذج المرأة الايجابية كما فى مسلسل الحشاشين كزوجة مطيعة ومخلصة لزوجها مثل زوجة السلطان وزوجة حسن الصباح نموذج المرأة التى تتسم بعزة النفس والكرامة والتى تقبل أن تتزوج من رجل فقير على أن تكون جارية لرجل غنى، الأخت وهى تحاول منع أختها من علاقتها غير الشرعية مع رجل بدون زواج وتركها بالنهاية، وتقرر العمل للاعتماد على نفسها بعيدا عن أختها كما فى مسلسل «العتاولة»، والأخت التى تساند عائلتها على الرغم من الظروف المحيطة كما فى مسلسل «بدون سابق إنذار» «وإمبراطورية ميم»، والزوجة التى تساند زوجها فى السراء والضراء كما فى مسلسل «صيد العقارب» و«المعلم» و«إمبراطورية ميم» و«الكبير أوى 8» و«جودر» و«حق عرب» و«بـ100 راجل»، والصديقة التى تقف بجانب صديقتها وتساندها كما فى «بدون سابق إنذار» و«رحيل» و«صلة رحم» و«بـ100 راجل» و«فراولة» و«كوبرا».

وأكد التقرير أن المرأة ظهرت ممثلة فى جميع فئات المجتمع مثل المرأة الصعيدية كما فى مسلسل «قلع الحجر»، والمرأة البدوية التى تخاف على أبنائها ولكنها مستسلمة لأفكار الدجل والشعوذة حتى إنها حبست ابنها خوفا عليه كما فى «المداح 4» وكذلك صورة المرأة فى الأحياء الشعبية، وتباينت الصور التى تم تقديمها فيها فجاءت بعضها إيجابية مثل«بـ 100 راجل» و«محارب» وجاء بعضها سلبيًا مثل «العتاولة» و«حق عرب» و«الرفاعى»، كما ظهرت بعض الجنسيات الأخرى للمرأة غير المصرية بعضها إيجابى كمسلسل «مليحة» والآخر سلبى كمسلسل «زوجة واحدة لا تكفى».

وأوضح التقرير تزايد الصورة السلبية للمرأة المصرية المقدمة فى الأعمال الرمضانية بنسبة 51 % ،حيث تم التركيز هذا العام على صورة المرأة البلطجية كما فى مسلسل «العتاولة» والتى يعمل أولادها وفقا لتخطيطها والتى لا تحترم أى قانون أو أخلاقيات مثل زوجة الأب التى تحرض وتخرب كما فى «بيت الرفاعى» و«حق عرب».

 ارتفاع نسبة العنف

وأكد التقرير ارتفاع نسبة العنف فى بعض المسلسلات بصورة كبيرة وكان السبب الرئيسى هو الرجل بنسبة 67 % وجاء العنف المعنوى فى المركز الأول بنسبة 59 % فى مسلسل قلع الحجر بجملة النساء لا ترث، وهنا إشارة واضحة لمنع حق المرأة فى الميراث، ولم يكتف بذلك بل وجه لها إساءة لفظية وقام بسبها وهددها بالقتل أكثر من مرة، وفى مسلسل «سر إلهى» كيفية تعامل الزوج مع زوجته بعد الولادة وإحراجه الدائم لها، كما فى «مسلسل «صلة رحم» تعمد الزوج خيانة زوجته والتفكير بأنانية.

أما العنف المادى فكان بنسبة 28 % كما فى «بيت الرفاعى» و«صدفة» و«صيد العقارب» و«حق عرب» و«رحيل» و«المعلم» و«العتاولة»، وعلى الرغم من إن العنف المادى جاء فى المرتبة الثالثة بنسبة 13 % إلا إنه مثل أغلب مسلسلات هذا العام.

وأضاف التقرير إن مسلسلات هذا العام تضمنت الكثير من مشاهد العنف الموجه من المرأة للرجل ومن المرأة للمرأة بنسبة %33 كالتالى مسلسل «لحظة غضب» حمل الكثير من مشاهد العنف المادى الموجه من المرأة للرجل حيث يوجد عنف مادى بالقتل والمشاهد العنيفة والإجرامية عندما حاولت بطلة العمل وهى الزوجة إخفاء جثة زوجها بلفة بأكياس بلاستيك كبيرة ووضعه فى حقيبة سفر وإلقائه بالمصرف، كما حرضت صديقتها بقتل جارها عندما قام بإبتزازها كما شهدت نهاية المسلسل تحريض الزوجات على التخلص من أزواجهن دون أدلة مادية حقيقية كحل للتخلص من عنف الرجل وإهاناته المستمرة.

وفى مسلسل «العتاولة» شهد الكثير من مشاهد العنف حيث قتلت إحدى بطلات العمل رجل مسن وحرضت على قتل آخرين وشاركت فى العديد من الأعمال الانتقامية.

وكذلك ضرب البطلة للمدير فى مسلسل «فراولة» وسرقة الزوجة أوراق من زوجها وطلبها الطلاق منه لصالح طليقها على الرغم من معاملته الجيدة لها كما فى مسلسل «تل الراهب».

كما ظهر العنف المعنوى موجهًا من المرأة للرجل وإهانته أمام الأبناء كما فى «بابا جه» و«حق عرب» و«الرفاعى» وتحريض الأم ابنها للأخذ بالثأر من قاتل أبيه كما فى «رحيل»، وجاءت بعض المسلسلات لتمثل العنف الموجه من المرأة للمرأة مثل مسلسل «نعمة الأفوكاتو» حيث قامت بضرب رأسها بتمثال وساعدت الزوج بلفها والتخلص من جثتها بالمدافن، ومسلسل «حق عرب» عنف موجه حيث قامت بشكل أساسى فى التفكير والتحريض على القتل ليصل إلى قتل الأخت، ومسلسل«بـ 100 راجل» عنف معنوى من الأخت لأختها والتحريض الدائم على إفساد حياتها والأنانية، وفى مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» عنف معنوى من الأخت لأختها والغيرة الدائمة منها حتى تسببت فى فضحها والتآمر ضدها، وكذلك قتل الأم لابنتها عن طريق الخطأ للأخذ بالثأر والتشجيع على العنف والقتل كما فى مسلسل «قلع الحجر»، أما فى مسلسل «العتاولة» فنجد عنفًا من المرأة للمرأة بالتحريض على القتل والتسبب فى تدمير مستقبل الأبناء وتشجيعهم على السرقة والاستغلال والتسبب فى الإجهاض والتآمر ضد من حولها.

وأشاد التقرير بتقديم نماذج المرأة التى تتحدى الصعاب والمرأة التى تتولى شئون بيتها وأسرتها بالاهتمام بأدق التفاصيل والمرأة التى تشارك فى قوافل التنمية المجتمعية والصحية وغيرها من مجالات التقدم والازدهار لتساعد فى التنمية، كما أظهرت المسلسلات العديد من النماذج النسائية التى على استعداد طوال الوقت للتضحية والوقوف بجوار زوجها فى السراء والضراء فى أكثر من عمل على سبيل المثال عايدة فى مسلسل «صيد العقارب»، ونعمة فى «نعمة الافوكاتو» وزمزم فى «المعلم»، وميسون فى «إمبراطورية ميم» وسامية فى «بيت الرفاعى»، ومربوحة فى «الكبير أوى»، وليلى فى «كامل العدد2»، وولاء فى «بابا جه»، وزوجة نائب البرلمان فى «تل الراهب».

 تطور الاهتمام بقضايا المرأة

وأكد التقرير تطور الاهتمام بقضايا المرأة من قضايا تقليدية فى المسلسلات إلى قضايا حيوية تعكس مايدور فعلا على أرض الواقع إلى مزيد من الاهتمام بالقضايا التى يتبناها المجلس القومى للمرأة والتى تشكل قضايا رئيسية فى المجتمع، وقد تم إضافة هذا العام 2024 بعض القضايا إلى قضايا العنف لمجرد العنف وتربية الأبناء وقضايا الطلاق والمشاكل الأسرية مثل قضايا السوشيال ميديا وآثارها على المرأة والأسرة المصرية والابتزاز الإلكترونى والتنمر، وظهرت أيضا بعض المشكلات التى تقدمها المسلسلات مثل غياب الرجل عن الأسرة والاعتماد على المرأة فى إعالة الأسرة والأخوات والأبناء دون مراعاة حقها فى العيش والاهتمام بصحتها الجسدية والنفسية كما ظهرت قضايا أخرى هذا العام وهى تجميد البويضات وتأجير الأرحام.

وتنوعت الصور المقدمة للمرأة فى الدراما الرمضانية مابين السلب والإيجاب، ويتضح تزايد نسبة الصورة السلبية للمرأة هذا العام 2024 ويدل ذلك على تراجع وسائل الإعلام فى تناول وتقديم الأدوار الإيجابية للمرأة مقارنة بالأعوام السابقة وهذا مخالف للكود الإعلامى الذى تم إصداره للجنة الإعلام 2018 بالمجلس القومى للمرأة والذى يؤكد دوما على التناول الإيجابى لصورة المرأة فى مختلف وسائل الإعلام كمعوال بناء وليس هدم فتم تناول صورة المرأة المستسلمة والتى تدبر المكائد والخيانة للصديقة وللزوج والقاتلة. وأوصى التقرير بضرورة استمرار الاهتمام بقضايا المرأة فى الدراما المصرية، وتقديم نماذج إيجابية للمرأة المصرية، والابتعاد عن الصور النمطية السلبية، كما دعا إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية والمجلس القومى للمرأة لضمان تقديم محتوى إعلامى يليق بالمرأة المصرية.