الليلة الكبيرة - عيلة تايهة

أوپريت الليلة الكبيرة وثّق احتفال المصريين بمولد الأنبياء وأولياء الله الصالحين، ويأتى على رأس هذه الموالد مولد نبينا محمد ومولد السيدة زينب والسيدة نفيسة وبالطبع مولد سيدنا الحسين حفيد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.

يعتبر الأوپريت جزءًا من التراث الفنى المصرى الأصيل وله مكانة مميزة عند الناس وصدى كبير.

من أميز الموالد هو مولد سيدنا الحسين الليّ بيحتفل بيه مرتين فى السنة، مرة يوم 3 شعبان ودى يوم ميلاده والمرة التانية بتكون فى الأسبوع الأخير من شهر ربيع الثانى ودى ذكرى وصول الرأس الشريفة للحسين من مدينة عسقلان فى فلسطين لتستقر فى مصر ودى اسمها الليلة الكبيرة.

بيكون الاحتفال فى حى الجمالية فى وسط القاهرة فى جامع الحسين.

شخصيات الأوپريت كتيرة ومنهم كتير عّلموا فى دماغ المصريين زى الست الليّ بنتها تاهت فى المولد وكانت بتغنى علشان تلاقيها وتقول:

يا ولاد الحلال.. بنتى تايهة طول كدة

رجلها الشمال فيها خلخال زى دة

وينتهى الأوپريت واحنا مش عارفين الأم لقت بنتها ولا لأ وبعدها بيردد أحد المغنين ويقول: زحمة يا ولداه.. كام عيّل تاه.

فى الأوپريت دة وثق العظيم صلاح چاهين مشاهد حية من الموالد الشعبية والليّ بيحصل فيها من زحمة وأغانى ومزيكا وألعاب منصوبة وباعة جائلين وقهوة فيها زباين ومغنى بيغنى فالزباين تسمع وتتسلطن. رصد چاهين فى كلماته مشاهد لليّ بيحصل فى المولد بداية من الحمص الليّ على النار لزفة المطاهر والأم الليّ تاهت بنتها منها وبتدور عليها.

لم يكن أوپريت الليلة الكبيرة هو الوحيد الليّ تناول فكرة فقد الأطفال فى الزحام والعيال التايهة فى الموالد.

فيلم المولد بطولة عادل إمام بيدور حولين نفس الفكرة بس الطفل المرة دى متاهتش فى مولد ده تاه من أمه الليّ كانت بتزور أم هاشم وبيلاقيه واحد راجل وبيخطفه، الطفل اسمه الحقيقى بركات والليّ خطفه سماه هيمة.

مينفعش نتكلم عن توهان الأطفال ومتجيش فى دماغنا أغنية ملك الأغنية الشعبية أحمد عدوية وأغنيته الليّ لها نفس الاسم «عيلة تايهة» ودى بتقول :

عيلة تايهة يا ولاد الحلال ببلوزة نايلون على جيبة ترجال والأجر والثواب عند الله.... ياا عدوى. الحلوة خوخة جات بعد دوخة والليّ يلاقيها يخطرنا فى الحال يا ولاد الحلال عيلة تايهة.

لما بنسمع الأوپريت دة بشكل فورى بنشوف ونتخيل كل ما يحدث فى المولد، كلام صلاح چاهين وغناء سيد مكاوى جعل من القصة بتاعة المولد شيء شايفينه قدامنا مش بس سامعينه وتأتى أغنية عدوية تكمل الصورة للعيلة التايهة الليّ محدش عارف تاهت ازاى وإحنا كمان منعرفش الحلوة خوخة ولا البنت التانية ولكننا عشنا مع كلمات الأوپريت والأغنية اكننا حاضرين مع أبطاله ودورنا عليهم كمان.