الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأزهر: الكيان الصـهـيونى يشنّ حرب استنزاف ضد الشعب الفلسطينى .. الاحتلال الصهيونى يستهدف تسريع عملية التطهير العرقــــى فى الضفــــــة الغربيـــــــة

أكد الأزهر الشريف أنه بالتزامن مع العدوان السافر على قطاع غزة، يعمل الكيان الصهيونى بشكل منهجيّ على تسريع عملية التطهير العرقيّ فى الضفة الغربية، والتخطيط لبناء بؤر استيطانية جديدة؛ بهدف تحسين الواقع الديموغرافيّ لصالحه، مع زيادة وتيرة الانتهاكات فى مدينة القدس المحتلة. وجميعها أهداف غير معلنةٍ، يسعى الكيان لتحقيقها تحت مظلة عدوانه البربرى على القطاع.



 

وأوضح فى تقرير له أن المعطيات تؤكد أن من وراء الأهداف المعلنة للعدوان الصهيونى على غـزة (القضاء على المقاومة الفلـسطـينية واستعادة الأسرى)، أهدافًا أخرى خبيثة، يدعمها اليمين الصهيونى المتطرف، بقيادة مجرم الحرب «نتـنياهو»، ترمى إلى الاستئصال الكلى لشعب فلسطين، وليس لأهل غـزة فحسب؛ إذ يتبين من خلال الأحداث أن الاحتـلال قد استطاع إلى حد ما - توظيف تلك «الأهداف المعلنة» لتمرير حملات الإبادة الجماعية والتطهير العرقى داخل القطاع وخارجه، خاصة بعد فشله فى تحقيقها على مدار الشهور الستة الماضية، وحتى يومنا هذا. فمنذ السابع من أكتوبر، والاحتلال يمارس سياسةَ القمعِ بأعلى وتيرة، وعلى جميع المستويات.

وقال الأزهر إن الاحتـلال يعى جيدًا أنه كلما عَظُمَ حجم الجريمة داخل القطاع، تم التغافل عن جرائم أخرى خارجه، يراها الكثيرون أقل خطورة من المجازر اليومية التى لا تتوقف؛ لتصبح الأهداف المعلنة وراء العدوان وكأنها لافتةٌ مضيئةٌ بأنوار الزّيف، لا يرغب الكيان فى تحويل أنظار العالم عنها، إلى أن يتمكن من تحقيق مآربه الخبيثة غير المعلنة- داخل القطاع وجميع الأراضى الفلـسـطـينية المحتلة. 

وأوضح أنه فى الوقت الذى يقوم فيه الاحتـلال باستهداف البشر والحجر داخل القطاع، تقوم أذرعه الأخطبوطية اللعينة بتسريع عملية التطهير العرقى فى الضفة الغربية، من خلال العنف المنهجى من قِبَل قواته العسكرية، وقطعان المستوطنين؛ فبينما تتجه أنظار العالم نحو غـزة، يقيم نقاط تفتيش عديدة بجانب الحصار والقيود الصارمة المفروضة على حركة سكان الضفة الغربية منذ بداية العدوان، وإعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين للقيام بأعمال النّهب، والاعتداء على الأشخاص، وإتلاف الممتلكات، كما يقوم الكيان بترحيل مجتمعات رعوية بأكملها، لتفريغ صحراء الضفة من أى وجود فلسطينى فيها، ولإزالة أى عقبة مستقبلية لمشاريعه التوسعية، ولتحسين الواقع الديموغرافى فى الضفة الغربية – بشكل عام- لصالحه.

جرائم صهيونية بالقدس 

ووفق تقرير مرصد الأزهر كثَّف الاحتـلال جرائمه بحق الفلـسـطـينيين فى مدينة القدس المحتلة، فخلال الأشهر الستة الماضية، روَّج لبناء ما يقرب من 7000 وحدة استيطانية فى المستوطنات القائمة أو المستقبلية فى المدينة، وفى الوقت نفسه، قامت بلديته بتسريع وتيرة هدم منازل الفلـسطـينيين هناك.  بالإضافة إلى ذلك، تفاقمت سياسة الحواجز، التى تخنق الأحياء الفلـسطـينية الواقعة خلف الجدار العازل، وتمنع من تكتل الفلـسطـينيين، ضمن سياسة «فَرِّقْ تَسُدْ». كما أفادت تقارير باعتقال 987 فلـسطينيًا فى القدس الشرقية وحدها، بينهم أطفال ونساء، وتم وضع المئات من المعتقلين تحت الإقامة الجبرية، إلى جانب الاعتقال الإدارى (دون تهمة) لعشرات من السكان، وصدور أوامر بطرد المئات من القدس بشكل عام، أو من البلدة القديمة أو المسجد الأقصى المبارك.

تجدر الإشارة إلى أنه قد تجاوز عدد المعتقلين-  داخل سجون الاحتلال- أكثر من 9500 فلـسطـينيّ، بينهم 80 سيّدة، وأكثر من 200 طفل، وأن تلك الأعداد لا تشمل جميع أسرى قطاع غـزة الذين يتم التنكيل بهم وإخفاؤهم قسريًّا.

وفى ظل تلك الأوضاع المأساوية التى يحياها الفلـسطـينيون داخل أراضيهم المحتلة، يؤكد مرصد الأزهر بأنه قد حمل على عاتقه نصرة القضية الفلـسطـينية، والتوعية بالانتهاكات الصـهـيونية، وكشف نوايا الاحتـلال الخبيثة؛ حيث يبرز الكيان فى العلن أهدافًا، يسعى من خلال التلويح بها (لأصحاب العين الواحدة والمعايير المزدوجة)، تمرير جرائمَ أخرى لا تكاد تُرى على فظاعتها - بسبب هَول ما يعجز الصحفيون والأطباء عن وصفه داخل القطاع المكلوم؛ إلا أن عين الأزهر لا تزال ساهرةً، طالما أن هناك جرحًا فلـسطينيًا.

قرابين الفصح اليـهـودى

فى سياق متصل، نظم عدد من نشطاء المنظمة الصهيونية اليمينية المتطرفة «حوزريم لهار- عائدون إلى جبل الهيكل (المزعوم)»، مسيرة صباح اليوم من محطة وقود «كوخاف يعقوب» باتجاه «القدس» برفقة الماعز، بهدف تقديم ذبيحة «عيد الفصح» اليـهـودى فى الحرم القدسى الشريف.

وتقدم المنظمة المتطرفة مكافآت مادية تقدر بـ50 ألف شيكل للناشطين أو المستوطنين الذين ينجحون فى ذبح (قربان) فى باحات الأقصى المبارك، و2500 شيكل فى حال الوصول بـ (القربان) إلى المسجد الأقصى والتعرض للاعتقال هناك، فى حين أن من يتم إيقافه وهو فى الطريق إلى الأقصى فسيحصل على مبلغ 700 شيكل، أمل كل من يساعد فى إتمام المهمة سيحصل على مبلغ 200 شيكل.

كما لجأت منظمة «حوزريم لهار» إلى العبارات التحفيزية التى تستهدف المستوطنين وطوائف المجتمع اليـهـودى.

وفى هذا السياق، دعا مجلس أوقاف القدس الأسبوع الماضي- المسلمين إلى الاعتكاف فى المسجد الأقصى المبارك وباحاته الشريفة، والرباط فيه حتى عشية «عيد الفصح» من أجل حماية الأقصى ومنع اليـهـود من تدنيسه وممارسة الشعائر فيه. هذا ويجدد مرصد الأزهر تأكيده على أن المسجد الأقصى وباحاته المشرفة والطرق المؤدية إليه، حق أصيل للمسلمين فى فلسطين وشتى بقاع الأرض، وأنه ملك خاص للمسلمين وحدهم ولا يقبل القسمة أو الشراكة. 

كما يشدد المرصد على أن قضية القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية العالم الإسلامى بأكمله، وكذلك العالم الحرّ، الذى أقر بأن الشعب الواقع تحت الاحتلال له الحرية المطلقة فى ممارسة شعائره الدينية، كما أقر بعدم المساس بالمقدسات، فضلًا عن تدنيسها والسعى الدؤوب لتهويدها.

مظاهرات ضد المجازر الصهيونية 

من جهة أخرى تظاهر آلاف ‏الأشخاص فى نحو 100 ‏بلدية ومدينة داخل إسبانيا، للمطالبة بوقف إطلاق النار فى غزة وتنديدًا بمجـازر ‏الكيان الصـهـيونى.

يأتى هذا الحدث بدعوة من شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين ‏‎(Rescop)‎، وخلال التظاهرة طالب المشاركون حكومة «بيدرو سانشيث» بوضع حد لتجارة الأسلحة ‏وقطع العلاقات مع حكومة الكيان، وكذلك المطالبة بالإفراج عن أكثر من سبعة آلاف فلسطينى اعتقلتهم حكومة «‏نتـنيـاهو» بشكل غير قانونى، مرددين شعارات مثل: «الكيان الصهـيونى قاتل، وأوروبا ترعاه» ‏و«إنها ليست حربًا، إنها إبادة جماعية».

وخلال هذا الحدث، نددت «يونى بيلارا»، الأمين العام لحزب بوديموس، بـ«تواطؤ» الولايات ‏المتحدة مع الحكومة الصـهـيونية وقالت إنها «مشاركة فى الإبادة الجماعية»، وذلك بعد أن وافق مجلس ‏النواب الأمريكى على منح حزم مالية تقدر بـ 26.4 مليار دولار للاحتلال، دعمًا ‏لأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ ولحيازة أسلحة دفاعية متطورة. 

كما أعربت «بيلارا» عن دهشتها من عدم ‏توصل الاتحاد الأوروبى إلى اتفاق سياسى لتطبيق عقوبات ضد «نتـنيـاهو» بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الإبادة الجماعية فى قطاع ‏غزة.

فى نفس السياق، دعا النائب عن حزب «سومار» إنريكى سانتياجو، إلى تعليق العلاقات مع الكيان والمضى قدمًا فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. 

ويرى مرصدالأزهر تعليقا على تلك المظاهرات الداعمة للحق الفلسطينى أن الحراك الشعبى فى العالم دعمًا للقضية الفلسطينية يسهم فى فضح جرائم الاحتلال المستمرة منذ ما يزيد على 190 يومًا، ويخدم الحق الفلسطينى الذى تعمد الكيان الصـهـيونى تضليل الرأى العام العالمى لسنوات طويلة بشأنه، مستغلًا علاقاته بدول مؤثرة على القرار الدولى أو وسائل الإعلام أو آلياته العسكرية التى لم تهدأ للحظة فى دك منازل الفلسطينيين وخطف أرواحهم فى كل مكان بالأراضى المحتلة.