الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لأول مرة.. معرض دولى بالإفتاء المصرية يجسد العلاقات «الروسية-المصرية» دار الإفتاء المصرية قوة ناعمة مصرية فى العلاقات الدولية

استطاعت دار الإفتاء المصرية أن تتحول من مجرد مؤسسة إفتائية محلية إلى مؤسسة عالمية تمثل قوة ناعمة لمصر فى جمهوريتها الجديدة حيث استطاعت أن تجسد العلاقات المصرية الدولية فى أكثر من مبادرة كان آخرها إطلاق أول معرض عالمى تستضيفه دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع جمهورية روسيا الاتحادية، تحت عنوان: «روسيا - مصر: العلاقات الروحية عبر العصور»، حيث قام الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، بافتتاح المعرض، وذلك بحضور الدكتور روشان عباسوف، مفتى منطقة موسكو، نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمى روسيا الاتحادية، وسفير روسيا الاتحادية جيوجى بوريسينكو؛ وسفير جمهورية أذربيجان إيلحان بولوحوف؛ وسفير جمهورية كازاخستان كيرات لاما شريف؛ وسفير جمهورية أوزبكستان منصربيك كيليتشيف؛ وفريق دبلوماسى من سفارة جمهورية طاجيكستان.



 

المعرض حمل تجسيدا لقوة ومتانة العلاقات المصرية الروسية، كما جسد دور مسلمى روسيا الاتحادية فى تقوية العلاقات الروسية المصرية، حيث أكد فضيلة المفتى أن المعرض دليل على جهود مسلمى روسيا من أجل توطيد علاقات الصداقة والتعاون من خلال إطلاعهم على تاريخ بلادهم الضارب فى القدم.

كما أشار إلى أن إقامة المعرض فى مصر وفى دار الإفتاء المصرية يسهم فى تعميق التفاهم المتبادل وتعزيز علاقات الصداقة المتينة بين البلدين، كما يرسخ مرادفات التعاون الذى حث عليه المولى عزَّ وجلَّ فى الآية الكريمة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ، كما أكد فضيلة المفتى أن التواصل بين الشعوب يعدُّ أمرًا ضروريًّا ومقصدًا شرعيًّا، وإن اختلفوا فى أديانهم وأعراقهم، إلا أنهم لا مفر إلا أن يتفقوا فى الجانب الأخلاقى.

وعن أهمية الحوار الذى تقوم به مصر، مجسدا فى مؤسساته الدينية قال المفتى إن التجارب الحياتية أثبتت أن ما يحقق التعايش هو الحوار والتعارف، مؤكدًا أن دار الإفتاء المصرية كانت -وستظل- شريكًا فى التواصل مع مختلف دول العالم، وذلك من خلال الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، التى تضم فى عضويتها أكثر من 80 دولة لإيجاد مساحة مشتركة بين المفتين من مختلف دول العالم.

كما أوضح فضيلة المفتى أن العلاقات بين دار الإفتاء المصرية والإدارة الدينية لمسلمى روسيا علاقات وطيدة، حيث يجمعهما تواصل مستمر وتبادل للزيارات، مشيرًا إلى أن روسيا عضو فعال فى الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، وهناك مشروعات علمية مشتركة من بينها ترجمة بعض الأعمال العلمية لأكابر العلماء فى مصر، ومن بينهم الإمام الأكبر الدكتور محمود شلتوت «الإسلام عقيدة وشريعة»، متمنيًا أن يكون المعرض إنجازًا جديدًا فى سجل العلاقات المصرية الروسية الحافل بالإنجازات.

وقد بدأ المعرض بجولة لفضيلة المفتى بصحبة الدكتور روشان عباسوف، مفتى منطقة موسكو، نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمى روسيا الاتحادية، والسفراء الحضور، حيث تم استعراض تاريخ العلاقات الثنائية بين الجانبين المصرى والروسى على جميع المستويات والأصعدة، كما شهد المعرض حضورًا مكثفًا لوسائل الإعلام والصحفيين المصريين والروس.

وفى كلمته عبَّر الدكتور روشان عباسوف، مفتى منطقة موسكو، نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمى روسيا الاتحادية، عن شكره لفضيلة المفتى لاستضافة هذا المعرض المهم، ناقلًا تحيات الشيخ راوى عين الدين مفتى روسيا الاتحادية رئيس الإدارة الدينية لمسلمى روسيا الاتحادية، كما وصف هذه الاستضافة بأنها شرف كبير لهم.

كما تطرق إلى الحديث عن تاريخ الإسلام فى روسيا والذى يعود إلى ألف عام، تحديدًا «733» ميلاديًّا حيث بُنى أول مسجد، موضحًا أنه تم الاحتفال قبل عام بقرار من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بمرور 1100 سنة على دخول الإسلام إلى روسيا.

وأكد عباسوف أن المعرض فرصة للتعارف بين مصر ومسلمى روسيا وتاريخ الإسلام فيها والتعاون بين الدول الإسلامية فى المجال الدينى، وتعميق أواصر العمل المشترك بين البلدين ومواجهة الفكر المتطرف. وقال: «إننا نعمل على وضع صورة صحيحة عن الإسلام فى بلادنا، وسيكون هناك زيارات إلى الدول العربية للتعريف بتاريخ الإسلام فى روسيا وقد بدأنا بمعرض فى دار الإفتاء المصرية».

وأضاف أن العلاقات الروحية عبر العصور أن طلاب روسيا المسلمين يدرسون بجامعة الأزهر بمصر ويعودون لنشر الصورة الصحيحة عن الإسلام ونثمن دور مصر حكومة وشعبًا فى احتضان أبنائنا للدراسة بجامعة الأزهر.

وفى ختام كلمته شكر الدكتور روشان عباسوف مصر قيادة وشعبًا على استضافة هذه الأنشطة، معربًا عن أمنياته بالسعى إلى مزيد من التعاون المشترك بين روسيا ومصر على مختلف الأصعدة والمجالات

 مصر والإرهاب

فى السياق ذاته استطاعت دار الإفتاء المصرية التعبير عن الرؤية المصرية فى مجميع الإرهاب فى المحافل الدولية، حيث شاركت مؤخرا بمؤتمر «التجارِب الوطنية فى مكافحة الإرهاب» بسنغافورة، بمشاركة 40 دولة.

وأكدت أن مصر قدَّمت مع ميلاد جمهوريتها الجديدة نموذجًا يعكس استراتيجية مُحكمة فى التواصل العالمى، وأنها أدت فى حربها على الإرهاب والقضاء عليه أداءً مذهلًا وبرهنت على قوة رؤيتها وتعدد محاورها وأدواتها الفعَّالة.

وقال الدكتور إبراهيم نجم ـ مستشار مفتى الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم- فى كلمته أمام المؤتمر: إن مصر قدمت مع ميلاد جمهوريتها الجديدة نموذجًا يعكس استراتيجية مُحكمة فى التواصل العالمى، معتمدة على العديد من المسارات وعلى مبدأ الشراكة، متجاوزة محيطها الإقليمى فأصبحنا نرى التأثير المصرى نتيجة لهذا التواصل فى العمق الآسيوى والأطراف الأوروبية.

وأضاف د.نجم أن مصر أدت فى حربها على الإرهاب والقضاء عليه أداءً مذهلًا وبرهنت على قوة رؤيتها وتعدد محاورها وأدواتها الفعَّالة، مؤكدًا أن القيادة السياسية وعلى رأسها فخامة القائد الرئيس عبدالفتاح السيسى واجه ويواجه التحديات المحيطة بالدولة المصرية بحكمة وبصيرة وعقلانية واقتدار.

وأشار د.نجم إلى أن إصدار الفتاوى من أهم الخطوات للفهم الصحيح للعلاقة بين الإسلام والعالم الحديث، وليس كما يفهم البعض فى الغرب أنها مجرد أحكام سياسية من قِبل قادة الدول.

وتابع أنه من الخطأ فى حق وطننا وديننا أن نترك للمتطرفين الساحة الدولية فارغة يشوهون فيها صورة الإسلام والوطن.