الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«توظيف الأموال».. «نواب القروض».. «التطرف» ملفات شائكة سبقْنا الجميع إليها «روزاليوســــف» صفحـات من نــار!

تُعد «روزاليوسف» رائدة الصحافة السياسية فى مصر والوطن العربى، ومفرخة لجيل من أهم كتَّاب وصحفيي مصر الذين بدأوا خطواتهم الأولى داخل جدران هذا الصرح العظيم، ووهبوا أنفسهم لخدمة قضايا الوطن فخاضوا فى سبيل ذلك معارك صحفية شريفة على مدار 5 آلاف عدد شكلوا داخل فحواها وجدان الشعب المصرى وحاربوا من أجل رفعة وكرامة الأمة.



 

صدر العدد الأول من «روزاليوسف» فى 26 أكتوبر 1925 وكانت مجلة أسبوعية فنية أدبية مصورة وسرعان ما تحولت بعد السنة الثالثة إلى صحيفة سياسية تعرض روادها بدءًا من صاحبة فكرة إنشاء المجلة السيدة روزاليوسف وعميد كتاب الأدب السياسى فى مصر والوطن العربى الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس مرورًا بكل العمالقة الذين أثروا الوجدان السياسى المصرى على مر العصور إلى المساءلة والاعتقال فى سبيل إعلاء كلمة الحق والصمود فى وجه الفساد والظلم.

خاضت «روزاليوسف» على مدار ما يقرب من مائة عام معارك صحفية شرسة لكشف آلاف الحقائق واستقصاء أهم القضايا التى ظهرت بين جنبات الدولة المصرية.

من أهم القضايا والملفات الشائكة التى حملت «روزاليوسف» على عاتقها التوغل داخل براثنها والعمل على فضح مرتاديها وزبانيتها قضايا «الجماعات الإسلامية»، «التطرف الدينى»، «الخطاب الدينى».

كما تناولت «روزاليوسف» على صفحاتها قضايا أخرى شائكة تمس الشعب المصرى عن قرب مثل «توظيف الأموال»، «عبدة الشيطان»، «نواب القروض»، «التمويل الأجنبى».

جماعة الخراب 

لعبت «روزاليوسف» دورًا مهمًا فى مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت المجلة دائمة الهجوم على الجماعة، حيث كانت ترى «روزاليوسف» أن ظاهرة ‎‏الجماعات الإسلامية ظاهرة غامضة ومحيرة للشارع المصرى.

وكانت «روزاليوسف» ضد جماعة الإخوان الإرهابية منذ بدايتها، حيث رأت أن الجماعة الإرهابية تشكلت لتنفيذ مهام لن تتمكن من تحقيقها بالدعوة للوصول إلى سدة حكم مصر لتكون نواة لإحياء فكرة الخلافة الإسلامية التى تشمل الدول العـربية والإسلامية التى سرعان ما تحولت لتشمل العالم بأسره تحت عنوان الخلافة الإسلامية الراشدة، وكان من أبرز مهام الجماعة الإرهابية اغتيال النقراشى باشا، وحريق القاهرة ومحاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر وعملية الكلية الفنية، والتى دخلت الجماعة بسببها السجون، ثم قامت بتغيير اسمها إلى جماعة التكفير والهجرة وخرجت من رحمها جميع الجماعات الإرهابية التكفيرية والجهادية فى مصر، وبلورت الجماعة أفكارها بعـد إطلاق سراحها، ووجدت فى صعيد مصر تربة خصبة لزراعة وتسويق ونشر هذه الأفكار، مستغلة عـدم وفاء الحكومات المتعاقبة فى إحداث تنمية حقيقية.

كما بلورت روزاليوسف فكرة «التطرف الدينى» عبر صفحاتها على أنه اختلال فى فقه العقيدة، وأن ما دونه الإسلام السياسى فى كتبه الإرشادية والتعليمية فى الماضى والحاضر يجب إعادة النظر فيه وتقويمه بثقافة العصر ودلالة الحداثة والتحديث وذلك فى تجديد وتقويم الخطاب الدينى المكرس بمبادئ العنف والإرهاب، فالقضاء على الإرهابيين وملاحقتهم كأفراد لا ينهى ظاهرة الإرهاب وأن الحل الحقيقى يكمن فى مواجهة الفكر الإرهابي» وليس الأفراد الذين يحملون هذا الفكر كون البيئة المصرية والعربية خصبة لصناعة الإرهاب وترويجه.

الوصول إلى الحكم فوق جثث الأبرياء

الجماعات الإرهابية المتطرفة المستترة خلف الدين أرادت الوصول إلى الحكم فوق جثث الأبرياء ولم يستطيعوا العيش تحت مظلة أى نظام سياسى أو اجتماعى، لأن أطماعهم كانت فوق مجتمعاتهم وشعوبهم.

وهو ما تفعله هذه الجماعات المسلحة التى تهدف إلى الاستيلاء على الحكم والقبض على السلطة بالقوة والعنف والإرهاب، فألحقت ببلادها أبلغ الضرر فى الداخل وشوهت صورة العرب والمسلمين فى الخارج وأصبحوا وبالًا على الديمقراطية، لم يحترموا قانونًا ولا عهدًا ولا دستورًا، أرادوا فقط قانونهم ودستورهم الخاص ونقضوا كل العهود إلا شريعة «الملالى» وقانون «الأمراء»، وأدوات القمع والقتل وتهديد الأمن والاستقرار واغتيالات الحريات العامة.

لقد رفعت تلك الجماعات الإرهابية منذ نشأتها شعار «فلتركب العربة مع الشيطان ما دامت تصل إلى الحكم» فتحالفوا مع القوى السياسية لتحقيق أطماعهم ثم انقلبوا عليها.

وهم دائمًا يلعبون على نغمة مشاكل الشعوب، ويحاولون استغلال أزماتهم والتسلل إلى تجمعاتهم والإتجار بهمومهم وآلامهم، ثم فجأة تكتشف الجماهير حجم الخديعة الكبرى التى وقعت فيها حين تعاطفت مع تلك الجماعات الإرهابية أو حاولت السكوت على مؤامراتهم وفضح أكاذيبهم.

وأكدت «روزاليوسف» مرارًا وتكرارًا على صفحاتها أن تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة لم يردعهم أبدًا وازع من دين أو ضمير وهم يفجرون القنابل فى الأماكن المكتظة بالسكان، سواء الميادين العامة أو المقاهى أو المدارس، وسقط على أيديهم ضحايا أبرياء لم يرتكبوا ذنبًا ولا جريرة، واستخدموا أسوأ الأسلحة فى تحقيق أغراضهم وجرائمهم التى تستنكرها كل الشرائع والأديان. 

وكانت جماعة الإخوان الإرهابية على رأس تلك الجماعات المتطرفة تحاول الوصول إلى السلطة والحكم محاولة إخفاء تلك المطامع خلف شعارات دينية كاذبة.

تجديد الخطاب الدينى لا يعنى المساس بثوابت العقيدة

تجديد الخطاب الدينى قضية شائكة عانت منها مصر كثيرًا، ولذلك تناولتها مجلة روزاليوسف عبر صفحاتها على مدار عقود.

وتجديد الخطاب الدينى كما رأى كتَّاب ومفكرون كثر دونوا ذلك على صفحات هذه المجلة العريقة لا يعنى المساس بثوابت العقيدة؛ بل تنقية ما علق بها من تيارات وأفكار غريبة، وأن على الأئمة والدعاة أن يكونوا قدوة للمسلمين فى التيسير عليهم فى فهم تعاليم الإسلام انطلاقًا من أنه دين يسر لا عسر، وجاءت تعاليمه لإعمار الكون، وأن تطوير الخطاب الدينى أصبح ضرورة حتمية لمواكبة تطورات العصر والتفاعل مع مشكلات المجتمع وقضاياه المصيرية للنهوض بالفكر والسلوك للتواءم مع مستجدات الحياة، والتصدى للقضايا التى تعرقل مسيرة التنمية.

الخطاب الدينى والتسامح الاجتماعى

يجب أن يؤكد الخطاب الدينى على مبدأ التنوع الخلاق فى المجتمع، وأن يدعو لمبدأ الحوار بين مختلف التيارات مؤصلًا قيم التسامح الاجتماعى، التى تؤسس لقبول المغايرة وحق الاختلاف، وأن يسهم فى نشر حقوق المساواة التى ترفض وتنقض كل ألوان التمييز العرقى أو الجنسى أو الدينى أو الطائفى أو الاعتقادى.

وعلى الخطاب الدينى أن يدعم ثقافة التسامح واللطف وأن ينبذ الإرهاب والعنف، وأن يدعو إلى استبدال الخنجر بالكلمة والرصاصة بالجملة، وأن يخلو من نبرة التعصب اللاعقلانية.

وعلى الأئمة والدعاة دعوة الناس للإقبال على الحياة والتبشير بها لا التنفير منها وفتح أبواب الأمل والرحمة، والحفاظ على مظهرهم اللائق بعظمة الرسالة التى يقومون بها والالتزام بالزى الأزهرى لما له من قدسية واحترام بين جمهور المسلمين.

لم تكن مجلة روزاليوسف وكتَّابها منشغلين فقط بالسياسة؛ بل كان لهم دور كبير فى اقتحام العديد من الملفات والقضايا الشائكة التى تمس المجتمع المدنى وتؤثر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية أيضًا.

المجتمع الإسلامى على طريقة شركات توظيف الأموال

اقتحمت روزاليوسف على صفحاتها العالم السرى لشركات توظيف الأموال والتى كانت تعد الوسيط فى تمويل جماعات الظلام الإرهابية فى ذلك الوقت.

ظاهرة شركات توظيف الأموال فى مصر انتشرت فى أواخر الثمانينيات من القرن الماضى وأدت إلى ضياع أموال المواطنين، وكانت الأرباح التى تمنحها شركات توظيف الأموال للمواطنين تتم بطريقة «تلبيس الطواقى» فلا يوجد مشروع يجنى أرباحًا 34% إلا تجارة المخدرات، وشنت «روزاليوسف» حملة ضخمة على شركات توظيف الأموال لتكشف ألاعيبها وتلاعبها بأموال المودعين.

وكشفت الطريقة التى تدير بها هذه الشركات أموال المودعين والتى بلغت 2.5 مليار جنيه و270 مليون دولار، زيف هذه الشركات وبيعها الوهم للناس الذين وصل عددهم فى شركة الريان وحدها إلى ربع مليون مواطن.

وهم شركات توظيف الأموال

كانت تسعى هذه الشركات بأن تكون مصر قطعة من كاليفورنيا، ونحن لا نتورع أن نتهمها بتدمير اقتصادنا القومى وتخريبه، وإشعال حرائق التضخم فى مستودعات الأسعار.

تسعى هذه الشركات إلى أن يعيش الشعب المصرى فى ترف لا يقدر عليه نجوم هوليوود، وملوك الاستاكوزا، وتجار السلاح، ولا حتى الرئيس الفلبينى المخلوع ماركوس، ونحن نصرخ فى فزع، إنها تضارب فى الدولار، وتحتقر الجنيه، وتجمع الذهب، وتخدع الفقراء، وتهرب المخدرات، وتتاجر فى آيات الله ولا تفسير لمثل هذا التصرف من جانبنا سوى أننا ليس لنا فى الطيب نصيب وأننا ننكر الجميل ونهوى الفقر.

فنحن لا نجد الخبز بسهولة ومع ذلك تنتج لنا شركة من هذه الشركات البقلاوة وعيش السرايا، والباتون ساليه والبان كيك، والجاتوه، وتورتة البلاك فورست.

ونحن نتناول فى الإفطار كل صباح حبات الفول المدمس، وأقراص الطعمية، والبيض المسلوق أحيانًا، ومع ذلك تنتج لنا شركة أخرى من هذه الشركات السلامى، والسجق، والهامبرجر والتشيكن برجر.

ونحن لا نجد مكانًا فى أتوبيس ونستخدم التاكسى فى اليوم الأول من الشهر خوفًا على المرتب من الضياع ومع ذلك عاهدت شركة ثالثة من هذه الشركات نفسها على السيطرة على سوق السيارات الفاخرة، وتوفير السيارة المرسيدس لتصبح وسيلة الانتقال الشعبية فى مصر.

وتصدت «روزاليوسف» لأصحاب شركات توظيف الأموال ولكل من يقفون وراءهم آنذاك وراحت تفضح ألاعيبهم وكشفت زيفهم وأكاذيبهم وخداعهم للاحتيال على فلوس المصريين، حتى أن البعض هاجم «روزاليوسف» وكتَّابها ونعتوهم بالشيوعيين أو الاشتراكيين الذين يحاربون الاقتصاد الإسلامى الجديد، ومع كل هذا استطاعت «روزاليوسف» أن تنجح بحملاتها ضد شركات توظيف الأموال وسقط أصحابها ودخل بعضهم السجون ومات فيها وهرب البعض الآخر، واسترد آلاف المودعين جزءًا  من أموالهم  المنهوبة.

معركة التمويل الأجنبى

لا تحيد «روزاليوسف» عن مبادئها ففى نهاية التسعينيات هاجمت التمويل الأجنبى وكشفت التربح من أنشطة الجمعيات الأهلية والمدنية، وفتحت هذا الملف الشائك والذى أثر بدوره على عدة محاور سياسية واجتماعية، حيث إن التمويل الأجنبى للجمعيات الأهلية والمدنية له تأثير على حرية واستقلال الإرادة الوطنية المصرية، وبالتالى يضع ضغوطًا خارجية على الإرادة المصرية ويفتح الباب للتدخل الأجنبى فى الشئون المصرية.

سماسرة التمويل الأجنبى

وكعادة «روزاليوسف» فى فتح الملفات والقضايا الشائكة ونيل الهجوم من المنتفعين والمتربحين من تلك الملفات، واجهت «روزاليوسف» هذا الملف بكل حسم، ووصفت المنتفعين من هذا الملف بسماسرة التمويل الأجنبى للجمعيات الأهلية.

كثيرون من أصحاب الخبرة فى مجال حقوق الإنسان تحولوا إلى سماسرة لصيد التمويل.. الشرط الإجبارى: السرية التامة والطاعة العمياء من الباحثين عن التمويل إذا حدث الالتزام بالشرط على الوجه الأكمل، فهذا يعنى احتمالية حصول هذا الباحث على مكافأة كبرى هى الانضمام إلى الهيئة المانحة والفوز بلقب مسئول دولى.. وقد يعطى السمسار «سر الخلطة» لصاحب شركة وهو بذلك يمهد الطريق لظهور سماسرة جدد، شرط إجبارى أيضًا هو توفير العمولة المحترمة التى تليق بشخص نشط فى مجال حقوق الإنسان.

الوسطاء فى صيد التمويل الأجنبى اقتربوا من تشكيل ظاهرة، فهم مميزون فى الحصول على التمويل من السفارات الأجنبية خاصة الأمريكية والمنظمات والمؤسسات التى تعمل فى مجال المجتمع المدنى. هؤلاء هم فى نفس الوقت مسوقون للتمويل الذى لا يجد من يقبضه خاصة فى مشروع الشرق الأوسط الكبير.

وأمام المكاسب السريعة دخل كل صاحب أطماع فى كعكة التمويل مثل بعض المكاتب التى أعلنت عن نفسها على شبكة الإنترنت وإرسال الخطابات إلى الجهات المختلفة لعرض الخدمات فى مقابل السمسرة حيث يرسل الخطاب - بعنوان نساعدك فى الحصول على التمويل لكافة مشاريعك فى مقابل الحصول على 10 % عمولة.

كل تلك الحملات المشبوهة حاكت مؤامراتها ضد مصر فى مجال حقوق الإنسان وقررت أن تدافع عن نفسها بحجة أن عملها المعلومات.

نواب القروض

نواب القروض، هم نواب في مجلس الشعب المصرى استغلوا منصبهم فى الحصول على قروض مالية قيمتها 892 مليون جنيه دون ضمانات بنكية.

فى عام 1997، أقر بعض العاملين فى البنوك بأنهم منحوا بعض العملاء من نواب البرلمان وغيرهم قروضًا وتسهيلات بالمخالفة للأصول والأعراف المصرفية، مما ألحق ضررًا بعدد من البنوك آنذاك.

بدأت محاكمة نواب القروض فى عام 1997، وأحيل المتهمون إلى محكمة أمن الدولة بعد أن وجهت إليهم اتهامات استغلال خمسة بنوك للحصول على قروض من دون ضمانات قيمتها 892 مليون جنيه مصرى (192 مليون دولار)، وصدرت أحكام سابقة بالسجن على المتهمين إلا أنه تقرر 2001 إعادة محاكمتهم أمام دائرة جديدة فى المحكمة نفسها، وأمرت محكمة أمن الدولة المتهمين بإعادة الأموال وفرضت عليهم غرامات تصل إلى نفس حجم الأموال التى حصلوا عليها.

واقتحمت «روزاليوسف» هذا الملف كالعادة، ونشرت نص التحقيقات:

علية العيوطى أخذت لنفسها وباسم أختها منى وأختها علا 20 مليون جنيه.

ومنى أخت علية تقول: لا أعرف شيئًا عن الأموال التى أخذتها شقيقتى باسمى.

الرقابة تصف رجل أعمال بأنه «برافان» لتغطية عضو فى مجلس الشعب.

النيابة تسأل: هل أى شخص يمكن أن يحصل على هذه القروض؟

والرقابة تجيب: لا يمكن لأى شخص أن يحصل على جنيه واحد من أى بنك بهذه الطريقة.

القنابل العنقودية.. هذا المصطلح العسكرى الشهير هرب من ساحات القتال وتسلل إلى ميادين البيزنس. القنابل العنقودية تعرف فى القاموس العسكرى بأنها نوع من القنابل تخرج منه أكثر من شظية ملتهبة تحدث تدميرًا شاملًا وتأثيرًا فى أكثر من مكان.. وهذا النوع من القنابل ذات التأثير المتعدد كان موجودًا فى قضية نواب القروض.

والقنابل جاءت فى شكل شهادة على لسان عضو الرقابة الإدارية فهمى عبداللطيف فى أكثر من جلسة من الجلسات العلنية لمحاكمة نواب القروض، ومرت مرور الكرام، رغم ما أحدثته من دوى وتأثير شديدين فى أكثر من منشأة اقتصادية وبنك، وما أحدثته كذلك فى الكشف عن الموقف المالى لأكثر من رجل أعمال وأعضاء مجلس الشعب شهرتهم ملء السمع والبصر.

شهادة عضو الرقابة الإدارية كشفت الكثير من ألاعيب رجال الأعمال فى تكوين الشركات الوهمية بغرض أساسى ووحيد هو الاقتراض من البنوك، وهو هنا ما يشير إلى مكمن الخطر الحقيقى فى التلاعب بأموال أصحاب المدخرات.

ولم تقف الشهادة عند حد معين، بل تخطت كل الحدود لتكشف دون أى مواربة أو استحياء عن علاقات التواطؤ بين موظفى هذه البنوك وأعضاء مجلس الشعب المتهمين بالاقتراض دون ضمانات.

عبادة الشيطان والجنس

شكلت تلك القضية خطورة كبيرة على شباب مصر حيث بدأت فى الخفاء إلى أن تحولت إلى إدمان انتشر بين أبناء الذوات والمراهقين، بدأت هذه اللعبة بسبعة أشخاص، ثم تحولت إلى تنظيم من الصبية والمراهقين وأبناء الذوات، الذين يدمنون المخدرات ويخبئون الكتب السرية، ويمارسون طقوسهم بعيدًا عن أعين الغرباء، لم يكن أحد يدرى عنهم شيئًا، ولا هم أنفسهم كانوا يعرفون ما يحدث، وكانت اللعبة فى البداية عبارة عن منديل يربط على الرأس بطريقة معينة، بحيث صار هؤلاء يطلقون على أنفسهم اسم القراصنة.. ثم تطور الأمر وزاد عدد السبعة إلى ألف، أو أكثر، يصفهم الذين يعرفونهم باسم «الستيانكس».. أى «الشيطانيين».

ولم نكن نحن أيضًا ندرى شيئًا عما يدور، ليس فقط لأن الأمر لم يصبح بعد، ظاهرة فى المجتمع، ولكن لأن «اللعبة - الموضة»، كانت تدور فى مجتمع خاص جدًا بين أبناء الأغنياء، فى مناطق لا يقترب منها الكثيرون.. إلى أن وصلنا خطاب غامض قبل أسبوعين، موقع من مجهول، يكشف السر الذى بدأنا نحاول فك طلاسمه.

صاحب الخطاب الذى قال إنه شاب مصرى يحب وطنه من الإسكندرية وصف نفسه بأنه كان احد هواة موسيقى الروك قال: لقد تدرجت فى الاهتمام بهذا النوع من الموسيقى إلى أن وصلت إلى جانب غريب وخاص جدًا منها يسمى «البلاك ميتال» تضم كلمات أغانيها عبارات كفر وفسق وشتائم فى الذات الإلهية، فتوقفت عن الاهتمام بها، لكنى لاحظت أنها تنتشر بين كثير من الشباب، وأصبحت موضة بينهم، يهتمون بالفرق التى تغنيها، والألبومات التى تصدر، ويتنافسون فى امتلاك أكبر قدر من الاسطوانات.

وتطور الأمر من مجرد الاستماع.. إلى الإيمان بما فى الأغانى، وإقامة شعائر عبادة الشيطان على أنغام هذه الموسيقى.

عرفها الفراعنة.. وسربها الإسرائيليون 

للحزن.. للفشل.. للوجع.. للإحباط أبناء يكبرون.

للخرافة التى تسكن العقول.. للقدوة المفقودة فى المدارس والمنابر والبنوك.. للفكر التافه كقشرة موز فى مناقشات ومشاجرات المثقفين.. للتاريخ المشوه كممسحة لأخطاء الحكام، أبناء يكبرون.

للتطرف.. للتعصب للفساد.. للتشنج.. لعذاب القبر والثعبان الأقرع أبناء يكبرون.

وهؤلاء الأبناء تجمعوا فى غرف التحقيق فى نيابة أمن الدولة العليا مع الجواسيس والحباكين والمتطرفين والحيتان التى لا تشبع من التهام المليارات قفشتهم الشرطة كالدجاج المذعور ووضعتهم فى أقفاص حديدية تتحرك على عجلات لأنهم يعبدون الشيطان.. فكان الصغار فى نيابة أمن الدولة صورة فى المرأة من الكبار.