الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جمعت بين الموهبة والثقافة «زينب منتصر».. رائدة الكتابة المسرحية

برعت  فى الكتابة المسرحية، وآمنت بأن للمسرح هدفًا ودورًا ورسالة.. منحتنا كتابات نقدية لعشرات من المسرحيات فى الستينيات والسبعينيات.. كانت تخاطب بقلمها الرشيق كل فئات الشعب المصرى.. متناولة القضايا المصرية التى يعلو بها البناء.. منحازة فى كتاباتها النقدية البديعة للبسطاء.. قضت عمرها وهى تحفر اسمها بكتابات نقدية فى الفن والأدب وكان لنقدها الفنى تأثير بالغ واهتمام كبير فى الوسط الفنى لحرفيتها وموضوعيتها..



 

هى مَن لقبت بسيدة الكتابة المسرحية ليس فى روزاليوسف فحسب؛ بل فى مصر والوطن العربى.. هى الكاتبة الكبيرة زينب منتصر المرشدى التى وُلدت فى حى الحلمية الجديدة من مواليد 18 سبتمبر1949، والتحقت بمؤسَّسة روزاليوسف بعد تخرُّجها مباشرة فى معهد الفنون المسرحية قسم النقد الفنى، وعملت فى مؤسّسة روزاليوسف أكثر من 30 عامًا متواصلة لم تنقطع كتاباتها، «قلم لا ينكسر».. وبالفعل هذه كانت حياة زينب طيلة عملها داخل مجلة روزاليوسف، فهى لم تنكسر حتى فى الأعوام الأخيرة قبل وفاتها فى اليابان فى 26 يناير فى 2002، كانت تصر على الكتابة رغم ظروف مرضها، إلا أنها كانت حريصة طوال فترة وجودها كل عام فى اليابان عندما كانت تزور ابنها الدكتور المهندس صلاح الدين كانت تحرص على كتابة مدوناتها وتسجل يومياتها عن الشعب اليايانى وعاداته، ورغم عدم إتقانها للغة اليابانية؛ فإنها اعتمدت على قلمها فى الملاحظة والتدقيق وأيضًا على لغة الإشارة والجسد فى مقارنتها بين ما تراه فى كل مرة تزور اليابان؛ خصوصًا أنها زارتها فى حدود سبع مرات كما كتبت فى مذاكراتها..

إلا أن الكورونا فرّقت بينها وبين كل أحبابها وحالت دون أن تستكمل كتابة ذكرياتها..

ترأست الأستاذة زينب منتصر قسم الثقافة والفن فى مجلة روزاليوسف لسنوات طويلة لدراستها النقد الفنى، فكانت متخصّصة فى الكتابة النقدية؛ خصوصًا الكتابة المسرحية، وكانت على علاقة خاصة جدًا بشقيقتها الفنانة الكبيرة سهير المرشدى، فالعلاقة بينهما تخطت علاقة الأخوات لتصبح علاقة مهنية وإنسانية، فكما حكت لنا «ريم عز الدين» ابنة زينب «إنهم كانوا بيتنافشوا فى كل حاجة، كانوا أصحاب قوى مش أخوات وبس، وكان أيضًا بيستشيروا بعض، «زينب» فى كتاباتها النقدية، وخالتى «سهير» فى أعمالها الفنية والدرامية»..

«صلاح».. صورة فى غرفة أبى

وكتبت زينب متأثرة بأخيها الشهيد فى حرب أكتوبر مقالاً نشر فى مجلة روزاليوسف فى العدد 4087 بتاريخ 13 أكتوبر 2006.. حمل عنوانَ «صلاح..صورة فى غرفة أبى».. لا بُدّ أن أعترف لكم منذ البداية بأننى لم أرغب فى مدخل فلسفى أو حتى رومانسى ذاتى للموضوع الذى دفعنى للكتابه عنه، رغم أننى تهربت منه على امتداد عقود ثلاثة ماضية أو يزيد، صحيح أن الدافع كان نبيلاً وحميميًا وصادقًا، وربما صادمًا بالنسبة لى من قبل زملائى فى مجلة «روزاليوسف» تحديدًا الصديق «شفيق محمد على» الذى حاول أن ينقل حماسته الشديدة لى فى نقل صورة حقيقية وإنسانية عن الشهيد باعتبارى شقيقة أحد شهداء معركة 6 أكتوبر المجيدة 1973 العاشر من رمضان.. وأمام حماسة الأصدقاء وتحفيزهم لى..كان لا بُدّ لى أن أكتب تلك المقدمة الضرورية.. وقعتُ إذن فى المحظور..أن أخرج صورة شقيقى الشهيد صلاح من قفص الصدر الذى أحتضنته فيه سنين كتيرة.. أحافظ عليه.. فهو المَثل والقدوة والقوة الدفينة أحدثه دومًا سرًا حتى يشد من أزرى كى أقوى، وأتماسك وأسير على دربه حتى لو سرت الهوينا فى حياة محتشدة بالمفاجآت وربما المتفجرات.. وهذا هو الواقع؟!!

لا فرق بين «صلاح» الشاب المُحب للحياة بل العاشق الولهان بفن الكرة فى شتى صورها من الكرة «الشراب» إلى الكرة «الكَفَر» كما كانوا يقولون رغم كونى لست من عشاق الكرة، وبين الضابط صلاح برتبته العسكرية وملامحه البشوشة المقبلة على الحياة.

لم أصدّق نبأ استشهاده فى 21 أكتوبر 1973، إلا عندما ذهب والدى مع أناس انتظروه خارج سَكننا، ونزلوا به فى مكان لم أعرفه حتى يومنا هذا، وبعد فترة وجيزة سمعنا دقات الجرس.. انفتح الباب وهَلَّ علينا والدى وملامحه تصرخ بالوهن المدوى.. وقد حمل بين يديه ساعة صلاح الفضية وسلسلة مفاتيحه الكثيرة رغم أنه لم يكن يملك سيارة ولا حتى درجًا مقفولاً فى شقتنا.. شقة العائلة..

كانت العلامة المؤكدة للاستشهاد بين يدى أبى.. بقايا الشهيد.. لكن العلامة اليقينية هى انهيار الحاج «مرشدى» المدوى رغم ماكان يتميز به من بأس وعزم شديد!!!!

المثقف المصرى.. غائب أَمْ غانم؟

وأجرت الأستاذة زينب منتصر.. سلسلة من الحوارات مع عدد من المثقفين باختلاف مدارسهم وانتماءاتهم الفكرية حول دور المثقف المصرى.. وهل هو دور غائب أَمْ غانم؟!!

فنشرت حوارًا فى 26 أغسطس 1991 مع سعد الدين وهبة قائلا «المثقفون خانوا أنفسهم»!!!

 بحُكم دور سعد الدين وهبة فى الحياة الثقافية المصرية ككاتب مسرحى، ومسئول تقلد العديد من المناصب، فأكد أن ازدهار الثقافة فى الستينيات تم فى مناخ من الحرية الكاملة!

وقال: رفضت كتابات هيكل بعد النكسة.. وكان ردى عليه ثلاث مسرحيات..

والأخطر فى تصريحاته، أنه قال إن دور المثقفين لم يتغير.. فقد صاغوا عقول السياسيين، وعندما أقول مثلا إن عبدالناصر اعترف بأن قراءته لـ«عودة الروح» لتوفيق الحكيم هى التى عمقت تفكيره الثورى.. فهذا دور خطير جدًا لعبه الحكيم.. كمثقف لا كسياسى دون أن يدرى؛ فيكفيه أن كتب كتابًا فى العشرينيات خلق به زعيمًا فى الخمسينيات..

 محمد حسن الزيات: الغزو الثقافى كلام فارغ!!!

وواصلت زينب منتصر سلسلة حواراتها حول دور المثقف المصرى، ونشرت فى 5 أغسطس 1991 حوارًا مع د.محمد حسن الزيات وزير الخارجية الأسبق، والذى أكد أن الغزو الثقافى كلام فارغ، وقال نحن لا نواجه تراجعًا فى دور المثقف فقط؛ ولكننا نواجه تراجعًا فى الثقافة بوجه عام.. وتقديرى أنها ليست حالة خاصة بنا؛ وإنما هى جزء من تحوُّل أكبر يجرى بمساحة أوسع، قد تشمل العالم كله، فتحولت المادة من وسيلة إلى غاية، ولم تعد القيمة للشهادة الأكاديمية أو للمعرفة العلمية وإنما للثروة المادية؛ فلم يعد الاعتراف الاجتماعى خاصة بالمثقف أو قيمته أو دوره وإنما أصبح موجهًا إلى صاحب الثروة وإمكاناته..أمّا أسباب هذا التحول فهى تحتاج إلى دراسات متعمقة ودراسات اجتماعية ونفسية وتاريخية.. إلخ.؟

نجيب محفوظ يتحدث على المكشوف

وتنوعت كتابات زينب منتصر فى مجلة روزاليوسف بين السياسة والأدب والفن.. فنشرت حوارًا مطولا فى 24 أكتوبر 1988 مع نجيب محفوظ.. وقالت بين ثناياه نجيب محفوظ يتحدث على المكشوف: ويجيب عن التساؤلات.. نعم تحالفت مع عبد الناصر والسادات!!!

توقفت عن الكتابة مؤقتًا.. بسبب ما فعلته الثورة!!!

لم أكتب عن العمال قبل 1952 لأنهم كانوا خواجات فقط!!!

ما زلت أكتب حتى الآن لأننى أنتظر الخلاص!!!

الكتابة باللغات المحلية ضد وحدة العرب!!

برنارد شو رفض الجائزة.. بعد أن صار مليونيرًا !!!     

وديعة سعد وهبة الأخيرة

ومن المذكرات التى كتبتها زينب منتصر فى اليابان وحصلت عليها «روزاليوسف» بخط يدها مقال حمل عنوان «وديعة سعد وهبة الأخيرة» كتبت ما أقساها من صيغة، بالغة المرارة، على القلب.. صيغة الماضى وفعلها المتقدم الناقص «كان» عندما يلتصق بالكبار.. وبأستاذ خاض معارك الفكر والسياسة والفن والإبداع.. لم يترك مجالاً واحدًا على محيط الدائرة الثقافية بشموليتها إلا وله وجود ،وحياة ونبض.. سيظل باقيًا رغم «كان» التى شهرت أسلحتها فى وجهه، وسبقت اسمه.. «سعد الدين وهبة».

إنه من الرعيل الأول لثورة يوليو 52.. أو من الحرس القديم.. الذى آمن بمبادئها.. وظل حتى الرمق الأخير.. يدافع عنها..بفروسية لا تتصورها العقول والأفئدة.. لم يترجل عن جواده.. مرتديًا درع العروبة والعدل والحق يواجه به التطبيعيين فى الحياة والمسرح على حد سواء، وفى جولاته المتعددة ظل يسجل انتصارات باهرة.. يؤازره فيها الملايين من المحيط إلى الخليج.

وبينما يعيش حماة المواجه.. إذ بالعدو اللعين «المرض الخبيث» يداهمه على حين غُرّة منه.. فما كان من الفارس إلا أن يقاوم.. ويغالب أحزانه.. لكنه فى النهاية يمثل لقضاء الله.

ملاعيب جلال الشرقاوى.. مكشوفة!

انتقدت زينب منتصر جلال الشرقاوى فى إحدى مقالاتها والتى نشرت فى مجلة روزاليوسف بتاريخ 26 يوليو 2002 فى العدد رقم 3867، قائلة: ليست «كوميديا سياسية» ولكنها «سياسة كوميدية».. تحت عنوان ملاعيب جلال الشرقاوى.. مكشوفة! فمن قلب معركة حامية خرجت مؤخرًا المسرحية الصيفية «شباب روش طحن» التابعة لفرقة مسرح الفن، وصاحبها المخرج الكبير «جلال الشرقاوى» برصيده فى الإخراج المسرحى الذى يتجاوز الـ60 مسرحية مابين قطاع عام وخاص، خرجت المسرحية لتدخل السباق الماراثونى الصيفى المعتاد.. ومن وجهة نظرى «شباب روش طحن».. مسرحية صفراء تتمحك فى قضايا الفساد والانتفاضة الفلسطينية والأوضاع الدولية!!! فالدراما تتراجع و«الإثارة» صاحبة البطولة المطلقة!!

أم كلثوم فى مئويتها: كانت تغنى وكأنها تصلى!

وبمناسبة مرور مائة عام على ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم.. كتبت زينب منتصر فى 9 نوفمبر 1998 تحت عنوان «كانت تغنى وكأنها تصلى» قائلة: لا تزال فلاحة «طماى الزهايرة» التى اختار «محمود مختار» أن ينحت ملامحها على وجه تلك المصرية التى رَوَّضَت الأسد وجاورته فى تمثاله الشهير «نهضة مصر» لا تزال تجلس منفردة على قمة هرم الغناء.. بكل المقاييس دون استثناء.. حتى بمقياس السوق.. الذى يحلو للبعض أن يضعه معيارًا وحيدًا للنجاح..

مائة عام من الفكر والفن: عودة الروح إلى توفيق الحكيم

كما أحيت زينب منتصر فى 25 مايو 1998 فى العدد رقم 3650 مسيرة توفيق الحكيم الحافلة بالعطاء الثقافى الكبير: فبقدر ما امتد العمر بالرائد الكبير «توفيق الحكيم» من 1898: 1987.. بقدر ما أغدق فى العطاء الثقافى حتى الرمق الأخير، فلم يكن بخيلاً كما ادعى أو ادعى عليه.. فقد منح المكتبة العربية مايربو على 65 كتابًا، وبقدر عطائه ورحابته وخصوبته، وتنوعه.. فكرًا ومسرحًا، ورواية وقصة ومقالا.. بقدر المعارك التى أشعلها بنفسه فى ساحة الفن والفكر.. الشرق والغرب.. الموروث والوافد.. المجتمع والسياسة.. ليؤجج بها الأفكار.. ويخرجها من مكانها تتنفس تحت شمس الله.. لكنها بدورها عاجلته واشتعلت من حوله؛ بل وصبّت حممها الملتهبة على أعماله.. تارة نرقبها حارقة وحادة.. وتارة أخرى رأيناها مضيئة وحانية!!!

«الزبال والشحات والقاضى»

وكتبت زينب منتصر سلسلة من التحقيقات عن اليابان أثناء فترة إقامتها فى طوكيو.. وبدأت تحكى عن طقوس الشعب اليابانى وبأن العاصمة طوكيو مدينة لا تفتح قلبها للغرباء- على حد قولها فى 10 أغسطس 2007 فى العدد رقم 4130..

فضلاً عن مجموعة من المذكرات كتبتها زينب منتصر بخط يدها حصلت عليها «روزاليوسف» ومن ضمنها مقال حمل عنوان «الزبال والشحات والقاضى» قائلة: وأنا بعيدة عن أرض الوطن.. أتأمل أحواله عن بُعد.. فأرى الصورة مهزوزة مشفرة، والآمال ضببية والأحلام مؤجلة والتحديات كحبل من سد يطوق عنق مصر، فكان يخرج من صدرى السؤال.. أين ذهبت رياح ثورة يناير فى التغيير والإصلاح.. أين شعاراتها الأربع التى أضاءت للمصريين الأفق، وزرعت فيه شمس مجتمع لا تغيب عنه العدالة،، يتمسك بالحرية والكرامة الإنسانية،، والعدالة الاجتماعية والعيش للجميع.

من عظمة المصريين إنهم قسموا الخبز عيشًا دون بقية ش عوب العالم، ولأنه عماد الحياة للغالبية العظمى منه؛ خصوصًا فقراءه وبسطاءه ومعدومءه وكادحءه.. والمهمشين..والمنسيين..وأنا فى هذه البلاد البعيدة.. اليابان.. والتى أزورها للمرة الخامسة أو ربما السادسة، مرة كل عام، ورغم أننى لا أعرف اللغة اليابانية.. وهم بدورهم.. أغلبهم لا يعرفون سواها.. وبالتالى أعتمد بالأساس على الملاحظة الدقيقة، على لغة الإشارة والجسد على المقارنات بين ما رأيته سابقًا، وما أراه الآن.. والحقيقة أننى فى كل مرة أزور فيها هذا البلد.. إذ ولا بُد أن أجد إضافة ما.. حتى ولو بدت ضئيلة أو هامشية..

وتظل المشكلة التى تصادفنى فى كل مرة.. أن خبز المصريين وعيشهم غير متوفر هنا.. بل غير موجود بالمرة.. نعم أفتقده بشدة فأنا من عشاقه.. وأتأمل المقابل له.. وهو الأرز على طريقتهم الخاصة التى لا تستهوينى ولا تروق لى.. فهو أرز منزوع الدسم.. أى خالى من الملح والزيت والسمن أو أى محسنات بديعية أخرى بعبارة موجزة «أرز» فقط!!

نعم اليابانيون يحرصون بشدة على الحفاظ على الطعم الأساسى للأشياء وضد مكتسبات الطعم، للنباتات أو الحبوب أو الفواكه أو حتى الأسماك.. ولعل «السوشى» هو النموذج الأعلى الذى يؤكد هذا البعد بجلاء.. فهو عبارة عن «أرز» وفقط.. وفوقه توضع قطعة ما من الأسماك ما خلقها الله دون توابل أو بهارات أو زيت أو خل يخفف من الرائحة!!!

إنها قطعة «نية» تحتها صابع أرز.. تلك القطعة من نوعية خاصة من الأسماك.. وتقطع بمواصفات خاصة أيضًا.

ويبدو أن حياة اليابانيين هكذا.. لا خصوصية اجتماعية رغم ما يبدو من الانفتاح على الآخر؛ وخاصة الغرب وأمريكا.. كتبت ذات مرة.. ربما خلال أول زيارة لى عام 2007.. بأن «طوكيو» العاصمة.. مدينة بلا قلب..الكل مغلق على نفسه.. الإيقاع سريع.. الكل منشغل بحياته بعمله.. يتوجه صوبه بكل جدية وعزم.. حتى لو كان موعد غرام!!!

شىء ذكّرنى بالراقصة إيزادورا دانكن «العالمية» التى رقصت بعد انتصار الثورة الاشتراكيّة فى روسيا لأنه أبعد من مجرّد تطبيق لحلم ماركس العسكرى..

فى اليابان أيضًا ترى سائق التاكسى أو الأتوبيس أو المترو وكأنه باشا أو بيك.. فى منتهى الشياكة والنظافة.. وفى المترو الذى هو عماد وسائل المواصلات إن لم يكن شريانها الأساسى ترى الوزير يجلس بجوار الغفير أو الزبال ولمؤاخذة!!!!

فى اليابان الكل راضى.. كأنه شبه توافق عام استقروا عليه منذ سنين.. الكل عايش.. والكل لديه ما يكفيه من ضروريات الحياة.. التعليم والصحة والسكن والمَلبس.. وبالتالى تختفى ملامح الحقد الطبقى..وكأنهم يطبقون مبدأ «كلٌ مسخرٌ لما خُلق له».. المواطن يُحَيّى الآخر بإيماء من رأسه.. إنها عادة متأصلة فى الجميع فهل تنم عن احترام أَمْ عن رضا أَمْ الاثنين معًا؟!!

فى اليابان.. لا بُدّ أن أشيد يقيمة العمل الذى هو عبادة للجميع.. لا حياة بدون عمل.. ولا عمل بدون حياة.. حتى طلبة المدارس يقتطعون ساعات محدودة من الأسبوع ليتعلموا فيها لا طمعًا فى المقابل المادى «الفلوس»..وإنما حبًا فى العمل والتعود عليه.. فى اليابان لا بُد أن أشيد بالنظافة التى هى من الإيمان لدى المصريين.. فهل المصريون غير مؤمنين لاختفاء النظافة من حياتهم العامة وأخص الشوارع والميادين ناهيك عن الأزقة والحارات بل المنازل أيضًا!!! إن المواطنين لدى القانون سواء هم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العِرْق أو اللون أو اللغة أو المستوى الاجتماعى أو الانتماء السياسى أو الجغرافى أو لأى سبب.. نعم إن التمييز أو الحض على الكراهية جريمة ينبغى أن يعاقب عليها القانون.. ولأنه لا تزال قوى الثورة تتنفس من تحت الماء؛ فإن الشعب المصرى ما إن يسمع بهذا التصريح الصادم.. إلا وتحلل وأبدَى غضبه وامتعاضه وقبل أن يصل الغضب إلى العصب الحائر أو النارى.. جاءت الاستقالة أو الإقالة!!! فهل هى الحل الناجح؟ هل هى نهاية المطاف؟