الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بيت الكاريكاتير المصـــرى

ارتبط اسم مجلة «روزاليوسف» بفن الكاريكاتير، وهو بالطبع من علامات هذه المَدرسة الصحفية العريقة، وتعتبر «روزاليوسف» هى رائدة هذا الفن فى مصر والوطن العربى والمَدرسة الأهم والأشهَر للكاريكاتير والرسم الصحفى منذ عشرينيات القرن الماضى.



 

بدأت «روزاليوسف» رحلتها مع الكاريكاتير بشكل احترافى من خلال الرسام الأرمنى الأصل صاروخان (1898-1977) الذى كان له الفضل الأكبر فى تعريف هذا الفن للجمهور المصرى والعربى وانتشاره فى الصحافة المصرية على مدار ما يزيد على خمسين عامًا وهو عمر مسيرته الفنية؛ حيث لم يكن فن الكاريكاتير معروفًا وشائعًا كما هو الآن.. وكانت «روزاليوسف» المحطة الأهم فى تاريخه ومشواره الفنى وبداية الانطلاق والشهرة فى عالم الصحافة؛ حيث رسم صاروخان أول غلاف للكاريكاتير السياسى فى مجلة روزاليوسف عام 1928 وابتكر شخصية (المصرى أفندى) الشهيرة مع السيدة فاطمة اليوسف والأستاذ محمد التابعى حتى ظهور الرسام رخا.

ظهر الفنان محمد عبد المنعم رخا (1910-1989) بعد ثلاثة من الرواد الأجانب فى فن الكاريكاتير؛ سانتيس الإسبانى وكان يرسم فى مجلة الكشكول، ورفقى التركى وكان يرسم فى دار الهلال، وصاروخان الأرمنى الذى كانت انطلاقته فى «روزاليوسف» قبل انتقاله لجريدة الأخبار.. ويعد رخا هو أول رسام كاريكاتير مصرى محترف فى تاريخ الصحافة المصرية، وتخرَّج فى مدرسته الفنية أهم وأشهَر الأسماء مثل عبدالسميع وزهدى وطوغان الذين تأثروا به وساهموا معه فى تمصير فن الكاريكاتير وانتشاره.

بَعد رحيل صاروخان ورخا إلى جريدة الأخبار طلب الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس من الفنان عبدالسميع (1916-1986) الرسم لروزاليوسف، وبدأ ظهوره على غلاف المجلة عام 1946 وحاز على إعجاب الجميع وتألق بشكل لافت حتى أصبح عمودًا أساسيًا فى «روزاليوسف» وأصبح نجمها، ورسومه هى الأكثر تأثيرًا وشعبية؛ حيث اشترك الفنان الكبير فى الحملات السياسية الشهيرة لروزاليوسف قبل ثورة يوليو ضد الأسلحة الفاسدة والأحزاب والإنجليز والفساد السياسى بشكل عام، وظهر هذا فى أغلب أغلفة «روزاليوسف»؛ حيث كان يقوم برسم غلاف المجلة المطبوع باللونين الأحمر والأسود، ليلحق به بعد ذلك فى رسم الغلاف نجوم المرحلة الجديدة فى «روزاليوسف» بعد ثورة يوليو 1952 مثل: جورج البهجورى وإيهاب شاكر وصلاح جاهين وأحمد حجازى وبهجت عثمان ورجائى ونيس وناجى كامل وصلاح الليثى ومحيى الدين اللباد ودياب.

ويُعد عبدالسميع ثالث أهم رسام كاريكاتير فى تاريخ «روزاليوسف» بعد صاروخان ورخا، فبَعد رحيلهما إلى أخبار اليوم تصدر هو المشهد فى روزاليوسف وخاض معاركها الشرسة وحملاتها السياسية واستكمل رسم شخصية (المصرى أفندى) التى كان يرسمها صاروخان ثم رخا وهى أشهَر شخصية كاريكاتيرية مصرية والتى كانت تعبر عن نبض الشارع المصرى، ثم ابتكر شخصيات كاريكاتيرية جديدة أضافت لتاريخ الكاريكاتير المصرى.

ومع انطلاق ثورة 23 يوليو 1952 ظهر جيل جديد من رسامى الكاريكاتير أُطلق عليه الجيل الذهبى الذى أسَّس مَدرسة الكاريكاتير المصرى الحديث، وأحدثوا ثورة فى فن الكاريكاتير والرسم الصحفى وعلى صفحات مجلتى روزاليوسف وصباح الخير كانت الانطلاقة لهذا الجيل الذهبى من عباقرة الكاريكاتير فى النصف الثانى من القرن العشرين من خلال أفكار ثورية أكثر جرأة وتحررًا وأساليب فنية جديدة وكان فى مقدمة هذا الجيل الفنان متعدد المواهب والقدرات صلاح جاهين (1930-1986) الذى رسم الكاريكاتير وكتب الأشعار والأغانى ومثَّل ببعض الأعمال السينمائية، وهو الذى أحدث نقلة فى الكاريكاتير على مستوى الأفكار والموضوعات والخطوط وإلى جانب جاهين ظهرت أسماء لامعة أخرى فى مَدرسة روزاليوسف الكاريكاتيرية مثل جورج البهجورى وإيهاب شاكر وحجازى وبهجت عثمان ورجائى ونيس وناجى كامل وصلاح الليثى ومحيى الدين اللباد ودياب ثم جمعة فرحات ورءوف عياد ومحسن جابر ومحمد حاكم والبطراوى ورمسيس وتاج.