الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بدأت فنية وعلى مدار 99 عاما.. رفعت شعار «للفن فقط»: روزا.. والانتصار للقوى الناعمة فى 5000 عدد

5000 عدد لم تتراجع فيها الفكرة، ولم يتغير بها المبدأ، منذ بدأت قبل 99 عامًا من أجل أن تدعم الفن الهادف وتنتصر لحرية الإبداع، مجلة (روزاليوسف) كانت وسوف تظل مستمرة فى هدفها الثابت الذى أنشئت من أجله، مهما تغيرت العصور وتبدلت أسماء رؤسائها على الأغلفة فإن طريقها واضح ومضيء ولا يوجد به أية منحنيات ولا متغيرات.. هى السبيل الذى سرنا فيه وشعلة «للإبداع أو للفن فقط» تسلمناها محررًا وراء الآخر من أبناء (روزا) حتى وإن اختلفت أفكارنا الشخصية وتطوراتنا من جيل إلى جيل، فإن الأساس يبقى والمبدأ الذى نلتزم به يتواصل فى العمل تحت مظلة واحدة قوية وصامدة وتزداد متانة بمرور السنين.



كتبنا وحكينا ونفتخر كصحفيين فى مجال الفن أن مجلتنا العريقة بدأت بفكرة أن تكون مجلة فنية والرواية وفقًا لصاحبتها العظيمة «فاطمة أو روزاليوسف» مؤسسة المجلة، جاءت عندما فكرت وأصدقاؤها «محمود عزمى وأحمد حسن وإبراهيم خليل» أن الفن فى مصر قبل مائة عام تقريبًا كان فى حاجة إلى صحافة فنية محترمة ونقد فنى سليم، يساهم فى النهوض بالحياة الفنية ويقف فى وجه موجة المجلات التى تعيش على حساب الفن كالنباتات الطفيلية.. ومن هنا فكرت صاحبة الأفكار المتفردة أن تصدر مجلة فنية.

بدأت بشجاعة واتصلت بأول المحررين.. «محمد التابعى» الذى كان يكتب فى ذاك الوقت نقدًا فنيًا بجريدة «الأهرام».

ولتعثر الظرف المادى طلبت «روزا» من صديقها «زكى رستم» أن يعاونها على توزيع الاشتراكات على الأصدقاء وفى مقدمتهم الآنسة «أم كلثوم».

انطلقت المجلة الفنية التى تعنى بالفنون الرفيعة من فن تشكيلى وغيره ولكن القراء طالبوا بأخبار الفنانين فاستجابت المجلة ومبدعوها لرغبة الجمهور وبدأوا فى نشر أخبار ومقالات عن الفنانين تأتى فى أبواب خفيفة أضيفت للمجلة منها باب (طورلى) الذى كتبه، أمير الصحافة، «محمد التابعى»، وباب آخر يقدم أخبارًا حصرية وكواليس ما وراء الخبر، جاء تحت عنوان (شريط روزاليوسف المسجل).. من هنا انطلقت روزا «الفنية» وانتشرت وصارت واحدة من أهم بل بالأحرى أهم مجلة فنية.. حتى وإن بدأت المقالات السياسية والتحقيقات تتسرب داخل صفحاتها لتكون المجلة فى النهاية شاملة عن كل المجالات سياسة ومجتمع وفن. ولأن الرؤساء كانوا فنانين أو قريبين من أهل الفن فقد كان لروزا كلمتها المؤثرة فى مستقبل أى فنان وربما تكون السبب فى نجاح أو فشل فيلم أو مسرحية أو أغنية.. رؤساؤها بدءًا من السيدة «روز اليوسف» مرورًا بـ«إحسان عبدالقدوس»، و«محمد التابعى» كانوا مرشدين لأهل الفن، يوجهونهم ويمنحونهم النصح والإرشاد ويساندونهم فى أزماتهم ويدعمون الموهوبين منهم منذ بدايتهم والأمثلة لا حصر لها وإن كان على رأسها العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ».

كان الفنانون لا يتوقفون عن التردد على مكتب الأستاذ «إحسان عبدالقدوس»، الروائى الأهم فى تلك الفترة، إما من أجل الحصول على رواية جديدة أو أملًا فى النصيحة أو رغبة فى احتلال جزء من صفحات (روزا) المجلة الأهم سياسيًا وفنيًا.. ولعل معظم الفنانين كانوا يدركون أهمية أن تتواجد أخبارهم وحواراتهم فى مجلة تحمل موضوعات سياسية هامة وشائكة وليس فقط أخبار وموضوعات فنية. فالفن لم يكن شيئًا هامشيًا لقد كان رئيس التحرير «إحسان عبدالقدوس» يكتب بنفسه فى تلك الفترة باب (خواطر فنية)، ولم يكن أول أو آخر رئيس تحرير يكتب فى الفن. حيث استمرت العادة وشهد باب (للفن فقط) فى فترة الستينيات، مشاركة رئيس التحرير «أحمد حمروش» بكتابة عمود تحت عنوان (أفكار للثقافة). وفى السبعينيات كتب «فهمى حسين» ـ رئيس التحرير أيضًا - باب (خواطر فنية).. وكان للفن دائمًا نصيب من كتابات رؤساء التحرير «صلاح حافظ» و«فتحى غانم» وحتى «محمود التهامى» فى نهاية الثمانينيات والتسعينيات، حيث كان يدرك دائمًا مدى أهمية القوى الناعمة، فمثلًا كتب عام 1998 مقالًا افتتاحيًا عن توشكى، قام بالتعليق عليه فى العدد التالى داخل صفحات (للإبداع فقط) – للفن فقط سابقًا - الكاتب الراحل «أسامة أنور عكاشة» فى مقالة حملت عنوان (لا أستطيع أن أكتب عن توشكى)، ليعقب عليه «التهامى» بعمود نشر بجوار المقال تحت عنوان (الهروب من وجع الدماغ).. وكان «التهامى» يقترح أن يكون هناك كتابة عن العصر الحالى وأن القماشة التاريخية تسعف كتاب الدراما وتجنبهم «وجع الدماغ» وأن هذه الأعمال التاريخية أصبحت لا تنعش الذاكرة بقدر ما تشوش على الحاضر. 

كتب «محمود التهامى» أيضاً مقالًا عن الفنان «عادل إمام» داعمًا لمواقفه الشجاعة، وقد كان الزعيم ينال على مدار سنوات طويلة مساندة دائمة من (روزاليوسف) التى قدرت مدى أهمية ما قدمه من أعمال سينمائية تناهض التطرف والإرهاب. وخاصة سلسلة أفلامه مع الكاتب الكبير «وحيد حامد» والمخرج «شريف عرفة» ومنها (الإرهاب والكباب) و(طيور الظلام). بالإضافة إلى فيلمه (الإرهابى) الذى كتبه «لينين الرملى» وأخرجه «نادر جلال» عام 1994.. كان «عادل إمام» يمثل فى الفن – فى تلك الفترة - ما مثلته (روزا) فى الصحافة. حرفيًا وقف الاثنان فى مواجهة نيران الإرهاب، مواقفهما كانت صريحة وواضحة وعلنية وعالية الصوت، وإن كانت (روزا) قد ناهضت الإرهاب على صفحاتها، فالزعيم ناهضه على شاشة السينما.

لقد بدأ الدعم لـ«عادل إمام» منذ عام 1988 عندما قرر النجم الكبير أن يعرض مسرحيته (الواد سيد الشغال) على مسرح الثقافة الجماهيرية فى أسيوط بعد أن كانت قد تعرضت إحدى الفرق التى تعرض مسرحيتها على نفس الخشبة لهجوم من المتطرفين هناك.. تصدر «عادل إمام» غلاف العدد 3130 والصادر فى 6 يونيو 1988. وبداخل العدد قدم «عمرو أديب» – محرر روزا فى ذاك الحين – تغطية كاملة لرحلة «إمام» لأسيوط. فكتب مقالًا بعنوان (مظاهرة تهتف باسم عادل إمام فى أسيوط ومنشور يهاجمه قبل وصوله المدينة بأيام)، ولم يكتف بذلك بل تابع فى تحقيق آخر ما حدث بالتفصيل، موضحًا موقف المتطرفين «الجبان» من الهروب من المدينة أثناء الزيارة لدرجة أنه ذهب إلى أماكن تجمعهم فى مساجد «أبو بكر الصديق، ابن جود والجهاد» والتقى ببعضهم وتمكن بالفعل من أخذ تصريحات منهم على شاكلة أن وجود «عادل إمام» هو تحد للمشاعر الإسلامية وعندما عرف الأخوة المتطرفون أن «أديب» صحفي من (روزاليوسف) قالوا له «إن الجماعة انتهجت لنفسها خطًا بعدم الحديث مع مجلة (روزاليوسف) لمواقفها المعادية للجماعة»، «عمرو أديب» أجرى أيضًا حوارًا مع «عادل إمام» تحت عنوان (لماذا أخاف وأنا بين جمهورى).

كانت نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات هى الفترة الأكثر توهجًا لصفحات الفن بداخل مجلة (روزاليوسف) كان الموقف صارمًا وحاسمًا من أى أزمة تحدث فى عالم الفن.. كان الانتصار للحرية، كما تنص المادة الأولى فى دستور المجلة.. حرية الفكر.. والإبداع.. والفن.

والدليل يظهر جليًا فى عام 1987، عندما أثار قانون 103 الذى كان يمنح الحق لنقيب المهن السينمائية البقاء فى منصبه مدى الحياة، حينها غضب الفنانون واعتصموا فى النقابة رافضين أن يكون هناك قانون بهذا الشكل، وكان النقيب فى تلك الفترة هو «سعد الدين وهبة».. الاعتصام الذى قام به الفنانون وضم كل نجوم الفن مثل «تحية كاريوكا، يوسف شاهين، عادل إمام، محمد فاضل، يسرا، شريهان، خيرى بشارة، عاطف الطيب، بشير الديك» وغيرهم. دعمته مجلة (روزاليوسف) بشكل كبير وناصرت الفنانين ومطالبهم.

وإعمالًا بمبادئها فى دعم الحرية وعدم المنع والمصادرة، تبنت صفحات المجلة فى أكثر من واقعة أزمات ومشاكل تعرضت لها العديد من الأفلام.. وكان من أهم هذه المواقف التى خرجت عن مجرد التغطية الإخبارية أو الكتابة النقدية لاتخاذ موقف فعلى ما حدث عام 1991 مع فيلم (ناجى العلى) إخراج «عاطف الطيب» وبطولة «نور الشريف» عن حياة رسام الكاريكاتير الفلسطينى «ناجى العلى». الفيلم الذى عرض فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ووفقًا لرواية الأستاذ «طارق الشناوى» معاصر الواقعة، قامت عليه حملة من «أخبار اليوم» بقيادة «ابراهيم سعدة» وقد سانده صوت من داخل الدولة!!.. تسببت تلك الحملة فى مصادرة الفيلم. أولًا، غضبت الصحافة ومنعت نشر أى أخبار أو صور لـ«نور الشريف» و«سعد الدين وهبة»، بصفتهما بطل الفيلم ورئيس المهرجان الذى عرضه. إلا (روزاليوسف) التى ساندت الفيلم وبطله، عندما أقيم المهرجان القومى للسينما، وكانت هناك توجيهات برفض مشاركة الفيلم بالمهرجان بحجة «ضعف مستواه الفنى». قامت (روزا) بتشكيل لجنة موازية، كان المسئول عنها «طارق الشناوى»، وضمت أسماء النقاد «على أبو شادى، سمير فريد، كمال رمزى، خيرية البشلاوى» والمخرج «محمد كامل القليوبى».. اللجنة منحت جوائز موازية لتلك التى يمنحها المهرجان القومى ولكن مسابقة لجنة (روزا) كانت كاملة ولم يُقص منها (ناجى العلى) كما حدث فى مسابقة القومى.

مقالات عديد كتبت فى (روزا) ضد الرقابة وما يفعله الرقباء، وكانت دائمًا ما تعادى المجلة أى رقيب يجلس على كرسى الرقابة.. إعمالًا بمبدأ المجلة فى عدم وأد الحريات وإطلاق العنان للفن والفنانين ودعم حرية الرأى والتعبير عن أى أزمة أو قضية بالإضافة طبعًا إلى الانتقاد البناء لكل المشاكل التى يمر بها الوطن.. الكاتب الكبير «محمد هانى» كان ينشر مقالاته «النارية»، ضد الرقابة وضد أى نوع من الوصاية على الفن من الجهات الرسمية. فنجده يكتب «عاشت الرقابة حرة..مستبدة» أو «لجنة التحكيم تضحى بالأم والجنين لكى تعيش الرقابة» أو«الفن تحت وصاية الداخلية» وغيرها. 

(روزاليوسف) كانت تعشق وتقع فى أسر أى فنان «مشاغب» ينتقد ويقدم أعمالاً مثيرة للجدل.. يفكر ويحطم سقف الحدود ويمزق صندوق الالتزام وطبعًا كان المشاغب الأكبر هو المخرج الراحل «يوسف شاهين» فهو المفكر السينمائى الذى يقتحم ويحطم كل التابوهات. التقت أفكار «شاهين» الحرة مع منهج (روزاليوسف) فكانت من أكثر الصحف التى دعمته فى أكثر من أزمة.. منها ما حدث بعد عرض فيلمه الروائى القصير (القاهرة منورة بأهلها)، والذى تعرض لهجوم شرس من الصحف المصرية فى ذاك الحين ووصل الأمر لمقالة كتبها أحد كتاب السيناريو الكبار حملت ما معناه أنه إذا كانت مصر لا تعجب «يوسف شاهين» فليرحل منها.. فى تلك الفترة كانت (روزا) هى المجلة الوحيدة التى ساندت الفيلم ومخرجه وكتب محرروها مقالات تدعم الفيلم الذى تناول الإرهاب من وجهة نظر شديدة الأهمية وحذر مما قد تسببه بطالة الشباب من سهولة مهمة المتطرفين لجذبهم وتجنيدهم.

وبعد سنوات قليلة من (القاهرة منورة بأهلها)، يشاغب «شاهين» من جديد.. فتظهر الأزمة الكبرى فى مشواره الفنى عام 1994 مع فيلمه (المهاجر) الذى أقيمت ضده دعوات قضائية تطالب وقف ومنع عرض الفيلم والتحفظ على نسخه ومنع تصديره للخارج.. (روزا) كانت صاحبة الصوت الأعلى فى كل ما يتعلق بتلك القضية، تتابع وتكتب بشكل متواصل كل مجريات الأحداث. تحقيقات ومقالات مناهضة لما يتعرض له الفيلم من محاولات قمع واغتيال وتشبيه ما يحدث لـ«شاهين» بما تعرض له من قبله «نجيب محفوظ» و«فرج فودة». 

وفى عام 1996 وقبل الزوبعة التى صاحبت الفيلم التالى لـ(المهاجر)، وهو فيلم (المصير) الذى عرض عام 1997.. أحضر «يوسف شاهين» الفيلم بنفسه إلى مبنى (روزاليوسف) كى يشاهده صحفيو المجلة فى عرض خاص. وذلك قبل أن يعرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى وعقب إعلان مشاركة الفيلم بمسابقة المهرجان، تصدر «شاهين» غلاف العدد رقم 3591 الصادر فى 7 إبريل عام 1997مع عنوان (بعد خمس دقائق من إعلان الخبر استقبلناه فى روزاليوسف.. مصير يوسف شاهين فى كان).. وبعد عرض الفيلم وحصوله ومخرجه على اليوبيل الذهبى فى المهرجان خصصت (للإبداع فقط) صفحاتها لفيلم (المصير) فكتبت سبعة مقالات بأقلام أبناء (روزا): «وائل الإبراشى، محمد هانى، عبدالله كمال، وائل عبدالفتاح، أسامة سلامة، عصام زكريا وطارق الشناوى». 

ومع آخر أفلامه (هى فوضى) وما تعرض له من انتقادات وهجوم شرس من البعض، كانت (روزا) كعادتها داعمة لهذا المخرج الكبير.. 

لم يكن دعم (روزا) ومساندتها لـ«شاهين» فقط بل كان موقفها الأروع مع مخرجي الثمانينيات أو من أطلق عليهم «مخرجى الواقعية الجديدة» الذين انهالت عليهم الصحف الأخرى بالانتقادات والاتهامات ووصف أفلامهم بـ«السوداء»، لكن (روزاليوسف) احتضنت هؤلاء المخرجين وشجعتهم على التعبير على آرائهم وتوضيح مواقفهم الرافضة لبعض الأمور التى يتعرض لها المواطن المصرى.. هؤلاء المخرجون ومنهم:

«عاطف الطيب، محمد خان، خيرى بشارة، داود عبدالسيد، ورأفت الميهى». أثبت التاريخ والزمن أن أفلامهم كانت وثائق سينمائية عبرت وكشفت عن كل هموم المصريين فى حينها وبأقلام كتاب (روزا) الكبار وليس نقاد أو محررى الفن بها فقط نال مخرجو الثمانينيات أقوى عبارات التشجيع والدعم.. وتشهد على ذلك مقالة دفاع الكاتب الكبير «صلاح عيسى» عن فيلم (أحلام هند وكاميليا) للمخرج «محمد خان»، عندما كتب (أحلام هند وقرف أنيس منصور) وكان يرد فيها على رأى «منصور» فى الفيلم.

وتستمر (روزا) فى فتح بوابات العبور لعالم المجد، لكل مخرج جديد، جاد، مهموم بقضايا وطنه، أجل، كانت أفلامهم تقدم الكثير من المعاناة والألم ولكن بنية الإصلاح والتقدم وليس الإحباط والانتقاد.. تدخل أسماء جديدة لعالم الفن، تفرد لها الصفحات وتمتلئ بكلمات التشجيع والفخر بتلك السينما الجادة. يستمر الدعم لـ«شريف عرفة، مجدى أحمد على، رضوان الكاشف، أسامة فوزى، يسرى نصر الله، عاطف حتاتة وزكى فطين عبدالوهاب».

ولم تكن المساندة للمخرجين فقط، وإنما كانت تشمل المؤلفين والنجوم. ومع كل موجة جديدة فى عالم الفن، كان كتاب ومحررو (روزا) يدرسون ويستوعبون مقدار جودة ومدى أهمية الأعمال الجديدة. وقد أثبتت السنين أن (روزا) كانت على حق فى مساندة بعض الإنتاجات السينمائية لأنها عاشت وارتفعت قيمتها مع مرور الزمن.

وفى نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، وبينما كانت معظم الصحف والكتابات النقدية تهاجم «طوفان» الأفلام الكوميدية التى ظهرت والتى قام ببطولتها «محمد هنيدى، علاء ولى الدين، محمد سعد، أحمد آدم وأشرف عبدالباقى»، كان لـ(روزا) موقف لا ينسى من دعم هؤلاء النجوم الجدد والدفاع عنهم أمام هجوم شديد تعرضوا له من الكثير من الصحف.

المهم، أن (روزاليوسف) منحت عناية خاصة بالفن. أحيانًا كانت تترك المجلة كل صفحاتها للفن، بمناسبة أو بدون. وأحيانًا كان يستشعر كتاب المجلة أن التواجد الفنى فى لحظة ما هو ضرورة لإثبات موقف، خاصة وأن الفن كان أكثر ما يكرهه ويهاجمه المتشددون والمتطرفون. من هنا كانت تشحن صفحات المجلة بموضوعات فنية. مثلًا، تقدم (روزا) عددًا خاصًا فى 11 أبريل 1988 كتب على غلافه (الفن ولعبة الحلال والحرام). وبداخل العدد، مجموعة من المقالات والتحقيقات والحوارات ومشاركات بمقالات قصيرة من كبار الفنانين مثل «جميل راتب، سميحة أيوب، سميرة أحمد، سناء جميل، محمد صبحى ومحمد منير».. وفى عام 1991 نشرت المجلة عددًا خاصًا، جاء تحت عنوان (المعارضة بالسينما)، ومع الاحتفال بمئوية السينما عام 1996 وتحت عنوان (نجوم 100 سنة سينما) كتبت مقالات عن «فاتن حمامة، رشدى أباظة، نجيب محفوظ، هند رستم، سعاد حسنى، إسماعيل يس، فريد شوقى، زينات صدقى، صلاح أبو سيف».. شارك فيها مبدعون وكتاب من داخل (روزا) وخارجها وغير هذا وذلك وذاك وحتى فى السنين الأخيرة ظل الفن «همًا» حاضرًا فى صفحات (روزاليوسف) ينشر على غلافه وخاصة الغلاف المستحدث (روزا 2) صور لفنانين وأعمال فنية.. وفى موسم رمضان تفتح المجلة أبوابها وصفحاتها لتستقبل كتابات نقدية فى باب (دورى النقاد) الذى كان الهدف من إطلاقه دعم حركة النقد البناء وعودة الهيبة للكتابات النقدية التى تساهم فى تقدم الفن بشكل مدروس ومنهجى دون الاعتماد على الانطباعات والأهواء الشخصية.

(روزاليوسف) مجلة ساندت الفن مجالًا وفكرة وأدركت منذ عددها الأول قبل 99 عامًا أهمية دور الفن وما يفعله فى الارتقاء بالفكر والذوق وما يؤدى إليه من تقدم الحضارات والشعوب ومدى تأثيره كقوى ناعمة لا تقل أهمية عن أى دور سياسى أو اقتصادى أو مجتمعى.. بل أحيانًا يكون الفن هو الأكثر والأسرع انتشارًا وفاعلية.. من هنا عاش الفن فى (روزا) وعاشت (روزا) للفن.